أبو الدرداء يا معدان ما فعل القرآن الذي كان معك؟ كيف أنت والقرآن اليوم؟ قال قد علم الله منه فأحسن، قال يا معدان أفي مدينة تسكن اليوم أو في قرية؟ قال لا بل في قرية قريبة من المدينة (وفي رواية في قرية قريبة دون حمص) قال مهلا ويحك (١) يا معدان فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من خمسة أهل أبيات (٢) لا يؤذن فيهم بالصلاة وتقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، وإن الذئب يأخذ الشاذة فعليك بالمدائن ويحك يا معدان (وعنه (٥) من طريق ثان) (٦) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ثلاثة في قرية فلا يؤذن ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة فإنما يأكل
(١) ويح كلمة ترحم وتوجع تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها وقد يقال بمعنى المدح والتعجب وهي منصوبة على المصدر وقد ترفع وتضاف ولا تضاف يقال ويح زيد وويحا له وويح له (نه) (٢) أي رجال أصحاب مساكن يسكنونها في قرية ورواية ابي داوود يفيد أن ما فوقها كذلك بالأولى (٣) أي غلبهم وجعلهم من حزبه فأنساهم ذكر الله وأقام الصلاة (الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون) نعوذ بالله من ذلك أما إذا أقاموا الشعائر بفعل الأذان وصلاة الجماعة فالله عز وجل يحفظهم من كيده فلا يصل إليهم قال تعالى (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) أي المؤمنين الطائعين الذين هم من حزب الله (الا أن حزب الله هم المفلحون) جعلنا الله منهم وقد روى الإمام احمد والبخاري وغيرهما عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له (إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط على يسمع التأذين) الحديث سيأتي بتمامه قريبا ان شاء الله (٤) أي التي شذت وانفردت وحدها عن قطيع الغنم والمعنى أن الشيطان يتسلط على من أهمل الأذان والجماعة كما يتسلط الذئب على الشاة المنفردة عن القطيع لان عين الراعي تحمي الغنم المجتمعة (٥) أي عن معدان عن أبي الدردا ومعدان هذا هو ابن ابي طلحة ويقال ابن طلحة الكناني روي عن عمر وأبي الدرداء وغيرهما من الصحابة وروي عنه سالم بن أبي الجعد والوليد بن هشام وغيرهما وثقة العجلي وابن حبان وابن سعد وذكره في الطبقة الاولى من أهل الشام (٦) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني ابي ثنا عبد الرحمن بن مهدى عن زائدة بن قدامة ووكيع قال حدثني زائدة بن قدامة عن السائب قال وكيع بن حبيش الكلاعي عن معدان بن ابي طلحة اليعمري قال قال لي