للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخذيه (١) ثم قال يا محمد أخبرني عن الإسلام ما الإسلام؟ فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إلي سبيلا، قال صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه قال: ثم قال: أخبرني عن الإيمان، قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره، قال: صدقت، قال فأخبرني عن الإحسان ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه (٢) فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال فأخبرني عن الساعة قال: ما المسؤول عنها بأعلم بها من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها، (٣) قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء (٤) يتطاولون في البناء قال: ثم انطلق. قال: فلبث مليا (٥) (وفي رواية فلبث ثلاثاً) فقال: لي رسول الله


(١) وكلاهما صحيح (١) أي فخذي النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- كما سيأتي في رواية ابن عباس أن جبريل- عليه السلام- جلس بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - واضعاً كفيه على ركبتي النبي- صلى الله عليه وآله وسلم.
(٢) حاصله راجع إلى اتقان العبادة ومراعاة حقوق الله تعالى ومراقبته واستحضار عظمته وجلالته حال العبادة.
(٣) بفتح الهمزة والأمارة العلامة. والأمة هنا الجارية المستولدة. (وربتها) بفتح الراء ثم موحدة مفتوحة مشددة سيدتها، واختلف في قوله أن تلد الأمة ربتها، فقيل المراد به أن يستولي المسلمون على بلاد الكفر فيكثر التسري، فيكون ولد الأمة من سيدها بمنزلة سيدها لشرفه بأبيه، وعلى هذا فالذي يكون من أشراط الساعة استيلاء المسلمين على المشركين وكثرة الفتوح والتسري. و (قيل) معناه أن تفسد أحوال الناس حتى يبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر تراددهن في أيدي المشتري فربما اشتراها ولا يشعر بذلك، فعلى هذا الذي يكون من أشراط الساعة غلبة الجهل بتحريم بيعهن، و (قيل) معناه أن يكثر العقوق في الأولاد؛ فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة والسب.
(٤) أي الغنم؛ وإنما خص رعاء الشاء بالذكر لأنهم أضعف أهل البادية، ومعناه أنهم مع ضعفهم وبعدهم عن أسباب ذلك يفعلونه، فمن باب أولى أهل الإبل فإنهم في الغالب ليسوا عالة ولا فقراء.
(٥) يعني أقام النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>