ثانيا: ثم قال الحافظ: والذى أراه عدم التوسع فى الكلام على هذا الحديث فانه يكفينا شهادة الامام أحمد بانه كذب وأولى محامله أن نقول هو من الأحاديث التى أمر الامام أحمد أن يضرب عليها فاما أن يكون الضرب ترك سهوًا وإما أن يكون بعض من كتبه عن عبد الله كتب الحديث وأخل بالضرب والله أعلم اهـ ثالثًا: ثم أورد الحافظ للحديث عدة شواهد (١) عن (حفصة بنت عمر) عند الطبرانى باسناد قوى (٢) وعن (ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه) عند البزار وفى سنده ضعف (٣) وعن (عبد الله بن أبى أوفى) عند البزار والطبرانى وفى سنده عمار بن سيف وهو ضعيف (٤) وعن (أبى أمامة) عند الامام أخمد فى مسنده (أقول) وفيه عبيد بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم قال ابن الجوزى ضعفاء (٥) وعن (عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه) عند السراج فى تاريخه وقد ساق الحافظ هذه الشواهد بنصوصها ولا نرى ضرورة لذكرها ومن أرادها فليرجع إلى (القول المسدد) (من مناقب عبد الرحمن بن عوف) أنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين أخبر عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توفى وهو عنهم راض، وقد أسند رفقته أمرهم اليه فبايع عثمان رضى الله عنه ثبت ذلك فى الصحيح. وأسلم قديما قبل دخول دار الارقم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وسائر المشاهد، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، وبعثه النبى صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل وأذن له أن يتزوج بنت ملكها الاصبغ ابن ثعلبة الكلبى ففتح عليه فتزوجها وهى تماضر أم ابنه أبى سلمة، وكان ممن يفتى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه فى سفرة سافرها ركعة من صلاة الصبح، وتصدق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله ثم حمل على خمسمائة فرس وخمسمائة راحلة فى سبيل الله، واعتق ثلاثين ألف نسمة وأوصى لكل من شهد بدرًا بأربعمائة دينار أخرج على بن أبى حرب فى فوائده عن سفيان بن عيينة وعن ابن أبى نجيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الذى يحافظ على أزواجى من بعدى هو الصادق البار) فكان عبد الرحمن بن عوف يخرج بهن ويحج معهن ويجعل على هوادجهن الطيالسة وينزل بهن فى الشعب الذى ليس له منفذ وقال (عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين) وأخرج الحارث بن أبى أسامة عن على رفعه فى قصة قال (عبد الرحمن أمين فى السماء وأمين فى الأرض). ولد رضى الله عنه بعد الفيل بعشر سنين ومات بالمدينة سنة احدى وثلاثين وقيل سنة اثنتين وهو الأشهر ودفن بالبقيع روى عنه أولاده ابراهيم وحميد وعمر ومصعب وأبو سلمة وابن ابنه المسور بن ابراهيم وابن أخيه المسور بن مخرمة وابن عباس وابن عمر وجبير بن مطعم وجابر وأنس وآخرون وروى عنه عمر فقال. العدل الرضى اهـ ملخصا من الإصابة.