للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أبي هريرة رضي الله عنه]-

(وعنه أيضًا) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ألا من رجل يأخذ بما مرض أئمة ورسوله كلمة أو كلمتين أو ثلاثة أو أربعًا أو خمسًا فيجعلهن في طرف ردائه فيتعلمهن ويعلمهن قال أبو هريرة فقلت أنا يا رسول الله قال فأبسط ثوبك قال فبسطت ثوبي فحدث رسول الله (صلى الله عليه وسلم ثم قال ضم إليك فضممت ثوبي إلى صدري فإني لأرجو أن لا أكون نسيت حديثًا سمعته منه بعد (وعن الأعرج قال أبو هريرة رضي الله عنه) أنكم تقولون أكثر أبو هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) والله الموعد أنكم تقولون ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بهذه الأحاديث، وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث، وأن صحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق، وأن أسصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام على أموالهم، وأني


(٤٢١) (سنده) (١) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن عن أبي هريرة قال الخ (غريبة) (٢) أي بما شرع اله ورسوله و (أو) في قوله (كلمة أو كلمتين) الخ، للتخيير (٣) يعني فيسمعهن مني وهو باسط رداءه ثم يضمه غليه بدليل بقية الحديث وحكمة بسط الرداء حال التحديث ثم ضمه من الأسرار التي خص بها رسوله (صلى الله عليه وسلم) (تخريجه) عزه في منتخب كنز العمال إلى ابن عساكر وجعله الحافظ في الإصابة من طرق حديث أبي هريرة الآتي عقب هذا وعزاه إلى أبي يعلي فقال" وله طرق أخرى منها عند أبي يعلي من طريق يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " من يأخذ من كلمة أو كلمتين أو ثلاثًا فيصيرهن في ثوبه فيتعلمهن ويعلمهن" قال فنشرت ثوبي وهو يحدث ثم ضمته فأرجو ألا أكون نسيت حديثاً مما قال وأخرجه أحمد من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن نحوه أهـ وأفاد في فتح الباري في باب حفظ العلم من كتاب العلم أنه مروي في جامع الترمي وفي الحلية لأبي نعيم أهـ وبناء على ما تقدم نستخلص أن الحديث رواه أبو يعلي وأبو نعيم والترمذي وابن عساكر والله أعلم.
(٤٢٢) (سنده) (٤) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا عبد الرازق ثنا معمر عن الزهري عن الأعرج قال الخ (غريبة وشرحه) (٥) قوله أكثر وهريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أي من رواية الحديث وهو إنكار استبعاد وتعجب لا إنكار تهمة وتكذيب ومنشأ الاستبعاد أنه أسلم في السنة السابعة وكان أكثر الصحابة حديثًا عنه (صلى الله عليه وسلم) وقد أزال هذا الاستبعاد عنهم بمجموع أمرين (أولهما) أنه لزم مجالس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحضرا ولم يشغله عنها شاغل من تجارة أو زراعة فكان يحضر إذا غابوا ويحفظ إذا نسوا (ثانيهما) أنه بسط رداءه ثم ضمه إلى صدره بأمره (صلى الله عليه وسلم) فما نسي شيئا ًمن حديثه بعد (قال الألبي) فالملازم سبب كثرة السماع وبسط الرداء سبب عدم النسيان ويبعد أن يكون هذا المجلس لم يحضر فيه ألا أبو هريرة لا سيما مع قوله من يبسط ثوبه ومن المعلوم حرصهم على حفظ أقواله (صلى الله عليه وسلم) فلا يتأخر أحد من الحاضرين عن بسط ردائه فهم مشاركون له في عدم النسيان لكن لما لم يشاركوه في السبب الأول وهو كثرة الملازمة كمان أحفظهم وأما أن بسط الرداء سبب في عدم النسيان فالله أعلم بالحكمة فيه أهـ (٦) قوله (والله الموعد) أي فهو سبحانه يحاسبني إن تعمدت كذباً

<<  <  ج: ص:  >  >>