للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أبي هريرة رضي الله عنه]-

كنت أمرًا معتكفًا وكنت أكثر مجالسه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) حدثنا يومًا فقال: من يبسط ثوبه حتى أفرع نم حديثي ثم يقبضه إليه، فأنه ليس ينسي شيئًا سمعه عني أبدًا فبسطت ثوبي أو قال طهرتي، ثم قبضته إلى، فواله ما نسيت شيئًا سمعته منه، وأيم الله لولا أيه في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدًا ثم فلا وإن الذين يكتمون ما أزلنا من البينات والهدى، الآية.

(وعن أبي عثمان النهدي) قال تضيفت أبا هريرة سبعًا فكان هو وامرأته وخادمه يعتقيون الليل أثلاثًا، يصلي هذا ثم يوقظ هذا ويصلي هذا ثم يرقد ويوقظ هذا قال قلت يا أبا هريرة كيف تصوم قال أما أنا فأصوم في أول الشهر ثلاثًا فأن حديث لي حادث كان آخر شهري قال وسمعت أبا هريرة يقول: قسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومًا بين أصحابه تمرًا فأصابني سبع تمرات أحداهن حشفة وما فيهن شيء أعجب ألىّ منها، أنها شدت مضاغي.


(١) أي حابساً نفسي على مجالسه (صلى الله عليه وسلم) وسماع حديثه مكتفيًا بالقوت، (٢) كان أبو هريرة يحمل علمًا كثيرًا عنه (صلى الله عليه وسلم) ورأى أنه يجب عليه نشره فتفرغ لذلك مخافة الموانع فلما أنكروا عليه كثرة الحديث قال لولا ما في كتاب الله تعالي من أثم كتمان العلم ما حدثتكم بحديث أبدًا (تخريجه) أخرجه الشيخان من عدة طرق فالبخاري في باب ما جاء في الغرس من كتاب الحرث والمزارعة وفي أوائل البيوع وفي الاعتصام وغيرها ومسلم في كتاب الفضائل والله أعلم.
(٤٢٣) (سنده) (٣) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي حدّثنا يونس حدّثنا حماد يعني أبن زيد عن العباس بن فروخ الجريري قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول الخ والظاهر أن يونس في السند هو أبن محمد بن مسلم أو محمد المؤدب قال الخطيب سمع حماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهما وروي عنه أحمد بن حنبل وعلى بن المديني وغيرهما وثقه أبن معين وغيره ومات سنة ثمان ومائتين أهـ ملخصًا (غريبة) (٤) أي نزلت عليه ضيفًا قال في المختار ضافة ضيافة إذا نزل عليه ضيفًا وكذا تضيفه أهـ (٥) أي فأن حدث لي ما يمنع عن الصوم من سفر أو مرض كان ماصمته آخر حظي من الصوم في هذا الشهر وكأنه صامه كله إذا لحسنة بعشر أمثالها (٦) الحشف - بفتحتين - أرادً التمر وهو الذي يجف من غير نضج ولا إدراك فلا يكون له لحم الواحدة حشفة قاله في المصباح (٧) قوله "أنها شدت مضاغي" تعليل لكونها أعجب التمرات إليه والمضاغ كسحاب ما يؤكل ويمضغ من الطعام وقد أضافه إلى ياء المتكلم والمعني أنها قوت طعامي الذي أكله فصار لدنا متماسكاً بعد أن كان ضعيفاً غير متماسك وقيل المضاغ المضغ يقال لقيمة لبنة المضاغ وشديدة المضاغ والمعني أنها قوت أسناني فأعانتهما على المضغ وفي رواية (مضاغي) بكسر الميم قال القسطلاني يحتمل أن يكون المراد ما يمضغ به وهو الأسنان وأن يكون المراد به المضغ نفسه أهـ (تخريجه) أخرجه البخاري في كتاب الأطعمة حدّثنا مسدد حدّثنا حماد بن زيد بن عن عباس الجريري عن أبي عثمان قال تضيفت أبا هريرة سبعًا، فمكان هو وامرأته وخادمة يعتقون الليل ثلاثاً يصلي هذا ثم يوقظ هذا وسمعته يقول قسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أصحابه

<<  <  ج: ص:  >  >>