للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفيد ما وجه إلى أبي هريرة (رضي الله عنه) من المطاعن والشبهات


أو غيره، وليس يضير أبا هريرة أن يكذب عليه طائفة من الرواة ويقولن ما لم يقل، ولق كذب كثير على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولم يقل أحد أن ذلك يعد طعنًا فيه (صلى الله عليه وسلم) وقد عني علماء الحديث عناية تامة بالبحث عن أحوال الرواة جرحًا وتعديلًا فينبغي أن يرجع إليهم في صحة الأسانيد وتزييفها.
(فصل) في ثناء الحاكم وشيه أبي بكر بن خزيمة على حافظ الصحابة وروايتهم أبي هريرة (رضي الله عنه) عقد الحاكم أبو عبد الله في الجزء الثالث من المستدرك فصلًا ذكر فيه الأحاديث التي تدل على فضل أبي هريرة ورسوخ قدمه في الرواية، ثم ختم هذا النص بمقالة جليلة عن شيخة أبي بكر بن خذيمة رأينا أن نذكرها هنا قال "وإنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من أعمي الله قلوبهم فلا يفهمون معاني الأخبار إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرونها على خلاف مذهبهم الذي هو كفر فيشتمون أبا هريرة ويرمونه بما الله تعالي قد نزعه عنه تمويها على الرعاء والسفلة، أن أخباره لا تثبت بها الحجة، وأما خارجي يري السيف على أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ولا يري طاعة لخليفة ولا إمام، فإذا سمع أخبار أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) خلاف مذهب الذي ضلال ولم يجد حيلة في دفع أباره بحجة وبرهان كان مفزعة الوقيعة في أبي هريرة، أو قدري اعتزل الإسلام وأهله وكفر أهل سلام الذين يتبعون الأخبار الماضية التي قدرها الله تعالي وقضاها قبل كسب العباد لها إذا نظر إلى أخبار أبي هريرة التي قدرواها من النبي (صلى الله عليه وسلم) في إثبات القدر ولم يجد حجة يؤيد بها صحة مقالته التي هي كفر وشرك كانت حجته عند نفسه أن أخبار أبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها، أو جاهل يتعاطي الفقه ويطلبه من غير مظانة إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبي مذهبه واختاره تقلدًا بلا حجة ولا برهان تكلم في أبي هريرة ودفع أخباره التي تخاف مذهبه ويحتج بأخباره على من خالف إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه".
قال الحاكم: وأنا ذاكر بمشيئة الله عز وجل في هذا رواية أكابر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين عن أبي هريرة فقد روي عن زيدين ثابت وأبو أيوب الأنصاري وابن عباس وأبن عمر وعبد الله الزبير وأبي كعب وجابر وعائشة والمسور بن مخرمة وعقبة بن الحارث وأبو موسي الأشعري وأنس بن مالك والسائب بن يزيد وأبو رافع مولي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو أمامة بن سهل وأبو الطفيل وأبو نضرة الغفارى وأبو رهم الغفاري وشداد بن الهاد وأبو حدرد عبد الله بن حدرد الأسلمي وأبو رزين العقيلي وواثلة بن الأسقع وقبيضة بن ذؤيب وعمرو بن الحمق والحجاج الأسلمي وعبد الله بن عكيم والإر الجبهتي والشريد بن سويد (رضي الله عنهم) أجمعين فقد بلغ عدد من روى عن أبي هريرة من الصحابة ثمانية وعشرين رجلًا، فأما النابعن فليس فيهم أجل ولا أشهر ولا أشرف ولا أعلم من أصحاب أبي هريرة وذكرهم في هذا الموضع يطول لكثرتهم، والله يعصمنا من مخالفة رسول الله رب العالمين والصحابة المنتجيين وأئمة الدين من التابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين (رضي الله عنهم) أجمعين في امر المحاظ علينا شرائع الدين أبي هريرة رضي الله عنه اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>