للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية (رضي الله عنها)]-

منامي في بيتي أو حجرتي عضوًا من أعضائك (زاد في رواية: فزعت من ذلك) قال: تلد فاطمة إن شاء غلامًا فتكلفنه، فولدت فاطمة حسنًا، فدفعته إليها، فأرضعته بلين قم، وأتيت به النبي (صلى الله عليه وسلم)، يومًا أزوره، فأخذه النبي (صلى الله عليه وسلم) فوضعه على صدره فإن علي صدره، فأصاب البول إزاره، فزخخت بيدي على كتفيه (وفي رواية: فضربت بين كتفه)، فقال: أوجعت أبني أصلحك الله أو قال رحمك الله، فقلت أعطني أزارك أغسله، فقال، إنما يغسل بول الجارية ويصب على بول الغلام.


أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم الفضل قلت الخ (غريبة) (١) كفله يكفله كفلاً من باب نصر وكفالة أيضًا عالة وقام به والمراد أنها ترضعه وتريبة (٢) قوله (فولدت فاطمة حسنًا) كذا الأصل وفي الروايات التي وقفنا عليها في غير المسند أنه (الحسين) وهذا يرجح أن ماهنا من "خطأ النساخ وأن الصواب (فولدت فاطمة حينًا) (٣) (زخخت) كضربت وزنًا ومعني (٤) أي يرش عليه بحيث إذا عصر لا ينعصر قال أبو عيسي الترمذي وهو قول غير واحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) والتابعين ومن بعدهم مثل أحمد وإسحاق قالوا ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية وهذا ما لم يطعما فإذا طعمًا غسلاً جميعًا أهـ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد وروائه ثقات وقد أخرجه أبو داود في باب بول الصبي يصيب الثوب من كتاب الطهارة بإسناده عن لبابة بنت الحارث قالت: كان الحسين بن علي في حجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبال عليه فقالت ألبس ثوبًا وأعطني أزارك حتى أغسله قال: إنما يغسل من بول الأنثي وينضح من بول الذكر" وسكت عنه هو والمنذري ورواه ابن ماجه أيضًا بمثل ذلك وأشار إليه الترمذي ورواه الحاكم في المستدرك بإسناده عن عكرمه عن أبن عباس عن أم الفضل (رضي الله عنهما) قالت دخل عليّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزرمي أبني قالت فرشة بالماء قال ابن عباس بول الغلام الذي لم يأكل يرش وبول الجارية يغسل قال الحاكم هذا حديث قد روي بأسانيد ولم يخرجاه أهـ وأما قصة الرؤيا فقد أخرجها الحاكم في المستدرك في فضائل الحسني بن علي (رضي الله عنهما) أخبرنا أبو عبد الله محمد بنعلي الجوهري ببغداد ثنا أبو الأحوض محمد بن الهيثم القاضي ثنا محمد بن مصعب ثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد بن عبد الله عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا رسول الله أني رأيت حلمًا منكرًا الليلة قال وما هو قالت إنه شديد قال وما هو قالت رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت خيراً تلد فاطمة إن شاء الله غلامًا فيكون في حجرك فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخلت يومًا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوضعته في حجره ثم حانت مني التفاته فإذا عينًا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تهريقان من الدموع قال فقلت يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك قال أناني جبريل عليه الصلاة والسلام فأخبرني أن أمتي ستقتل أبني هذا فقلت هذا فقال نعم وأتاني بتربة من تربته حمراء قال الحاكم هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه قال اذهبي بل منقطع ضعيف فإن شداداً لم يدرك أم الفضل ومحمد بن مصعب ضعيف أهـ وقد مر هذا الحديث في الجزء الأول من الفتح الرباني ص ٢٤٢ برقم ٧٢ ورواياته هناك أتم والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>