باب ما جاء في أمورقة بنت عبد الله بن الحرث الأنصاري (رضي الله عنها)
(عن الوليد بن عبد الله بن جميع قال حدثني عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري وجدتي عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحرث) أن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) كان يزورها كل جمعة، وأنها قالت يا بني الله يوم بدر: أتأذن فأخرك معك أمرض مرضاكم، وأداوي جرحاكم، أهل الله يهدي لي شهادة، قال قري، فأن الله عز وجل يهدي لك شهادة وكانت أعتقت جارية لها وغلامًا عندبر منها فطال عليهما فغماها في القطيفة حتى ماتت وهربا، فأتي عمر فقيل له أن أم ورقة قد قتلها لامها وجاريتها وهربا، فقام عمر في الناس فقال: أن رسول الله (صلىلله عليه وسلم) كان يزور أم ورقة يقول: أطلقوا نزور الشهيدة، وإن فلانة جاريتها وفلانًا غلامها غمامًا ثم هربًا، فلا يؤويهما أحد، ومن وجدهما فليأت بهما فصلبا فكانا أول مصلوبين.
ذنبًا ولا يشبهها عمل) ورواه الطبراني في الكبير بنحو أحمد ولم يقل أحسبه وفي الأوسط بإسناد حسن وفيه بعض مغايرة أهـ بتصرف وقد تقدم هذا الحديث بالجزء الرابع عشر ص ٢١٧ برقم ٤١ (٤٥٣) (سنده) (١) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا أبو نعيم قال ثنا الوليد بن عبد الله بن جميع الخ (غريبة) (٢) (قرى) بتشد الراء ويجوز في القاف الفتح والكسر أمر من القرار في المكان بمعني الاستقرار فيه أي ألزمي بيتك وأقعدي فيه فإن الله سيرزقك الشهادة بدون أن تخريجي إلى الغزو قال في المختار: تقول (قررتُ) بالمكان بالكسر أقر - يعني بفتح القاف - قراراً و (فسروب) أيضًا بالفتح أقر - يعني بكسر القاف - قرارًا وقرورا أهـ فإذا فتحت القاف في المضارع فتحها في الأمر وإذا كسرتها فيه كسرتها في الأمر (٣) قوله (يهدي لك شهاة) زاد أبو داود في روايته من طريق وكيع بعد ذلك: (قال فكانت تسمي الشهيدة قال وقد كانت قرأت القرآن فأستأذنت النبي (صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في دارها مؤذنّا فأذن لها) وفي رواية أخرى لأبي داود من طريق محمد بن فصل (وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنًا يؤذن لها وأمرها أن نؤم أهل دارها) قال عبد الرحمن - عبد الرحمن - يعني أبن خلاد الأنصاري - فأنا رأيت مؤذنها شيخًا كبيرًا أهـ (٤) أي قالت لكل منهما (أنت حر بعد موتي) وقوله (فطال عليهما) أي زمن العبودية بطول عمر أم ورقة فاستعجلا موتها فقتلاها لينعما بالحرية (٥) قوله (فغماعاً في القطيفة) بفتح الغين المعجمة وتشديد الميم أي سدًا أنفها وفمها بالقطيفة حتى أتحبس نفسها فماتت وأصل الغم والتغمية الستر والتغطية تقول غمة وأغماه وغماه غطاه وسترة ومنه غم علينا الهلال وأغمي وغمي إذا حال دون رؤيته غيم أو نحوه وأغمي على المريض غشي عليه كأن المرض ستر عقله وغطاه وتفسير الغم في الحديث بانحباس النفس عن الخروج تفسير بلازم المعني الأصلي ومنه حديث عائشة لما نزل برسول الله (صلى الله عليه وسلم) طفق يطرح خميصة على وجهه فإذا اغتم كشفها أي إذا احتبس نفسه عن الخروج أهـ ملخصًا من النهاية والمختار وفي رواية (فغمياها) بزيادة الياء بعد الميم وهي بمعني ما منا تقول غماه بتشديد الميم بعدها ألف فإذا أسندته إلى ضمير الاثنين.