فيها شوطا بعيدا وكتب عدة مؤلفات أهمها كتاب الفتح الرباني وشرحه بلوغ الأماني وقد اختار الله تعالى إلى جواره فضيلة الوالد ولما يتم شرح الفتح الرباني فقام مأجورا من الله تبارك وتعالى ومشكورا منا ومن أهل الفضل فضيلة العالم المحدث محمد عبد الوهاب بحيري من علماء الأزهر الشريف وخادم الحديث النبوي بكلية الشريعة بإتمام شرح الجزء الثاني والعشرين وتخريج أحاديثه وقد وفقه الله لأدائه في حرص العلماء وأمانة المحدثين.
وكان الرجاء أن يتم الجزأين الثالث والعشرين والرابع والعشرين لولا أنه اختير في جامعة الرياض لتدريس الحديث الشريف بها.
ولما كان العمر غير مضمون والتأجيل في واجب خدمة السنة النبوية الشريفة غير محمود فقد رؤي تكوين لجنة من أبناء الشيخ (عبد الرحمن ومحمد وجمال) مع بعض خدام الحديث وقد تطوع للعمل بهذه اللجنة العالمان الفاضلان الأستاذ حامد إبراهيم والأستاذ محمد الحسيني العقبي وشارك فيها فضيلة الإمام المحدث الشيخ محمد الحافظ التيجاني ومضت على بركة الله في عملها حتى أتمت بفضل الله الجزء الثالث والعشرين وقد قام بتخريج أحاديثه الأستاذ محمد الحسيني العقبي وبالشرح أبناء الشيخ وبالمراجعة الأستاذ حامد إبراهيم وفضيلة الشيخ محمد الحافظ التيجاني.
داعين الله تعالى أن يكون مقبولا عنده ومرفوعا إليه وأن يجنبهم الزلل ويوفقهم بفضله لإتمام الجزء الرابع والعشرين إن شاء الله حتى يتم بذلك هذا الكتاب النفيس والعمل الجليل.
نفع الله به عباده وجزى مؤلفه الشيخ الوالد رضي الله تعالى عنه خير ما جزى عباده الزاهدين الطالبيين لما عنده والمبتغين وجهه الكريم وحشرنا جميعا في زمرة العلماء العاملين الذين شرفهم الله بخدمة سنة خاتم النبيين وإمام المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين
الفقير إليه تعالى
عبد الرحمن أحمد البنا
خادم السنة النبوية الشريفة
تاريخ وفاة الوالد إلى رحمة الله تعالى في الجزء الثاني والعشرين صفحة ٢١٣