للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[حديث عبد الله بن شداد وهو الحديث الجامع لقصة الخوارج]-

رضي الله عنه قال ومالى لا أصدقك قالت فحدثنى عن قصتهم، قال فان عليًا رضي الله عنه لما كاتب معاوية وحكم الحكمان خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا بأرض يقال لها حر وراء من جانب الكوفة وأنهم عبوا عليه فقالوا انسلخت من قميص ألبسكه الله تعلى واسم سماك الله تعالى به ثم انطلقت فحكمت فى دين الله فلا حكم إلا الله تعالى فلما أن بلغ عليًا رضي الله عنه ما عتبرا عليه وفارقوه عليه فأمر مؤذنا فأذن ألا يدخل على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن فلما أن امتلأت الدار من قراء الناس دعا بمصحف إمام عظيم فوضعه بين يديه فجعل يصكه بيده ويقول أيها المصحف حدث الناس، فناداه الناس فقالوا يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنما هو مداد فى ورق ونحن نتكلم بما روينا منه فماذا تريد، قال أصاحبكم هؤلاء الذين خرجوا، بينى وبينهم كتاب الله، يقول الله تعالى فى كتابه فى امراة ورجل (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا اصلاحاً يوفق الله بينهما) فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم دما وحرمة من امرأة ورجل، ونقموا علىّ أن كاتبت معاوية، كتب على بن أبى طالب وقد جاءنا سهيل بن عمر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية حين صالح قومه قريشًا فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال كيف نكتب فقال اكتب باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتب محمد رسول الله فقال لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك، فكتب هذا ما صالح محمد بن عبد الله قريشًا يقول الله تعالى فى كتابه (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) فبعث إليهم على عبد الله بن عباس رضي الله عنهم فخرجت معه حتى إذا توسطنا عسكرهم قام ابن الكواء يخطب الناس فقال يا حملة القرآن إن هذا عبد الله بن عباس رضي الله عنه فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب الله ما يعرفه به هذا ممن نزل فيه وفى قومه (قو خصمون) فردوه إلى


(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال "تفرد به أحمد وإسناده صحيح وأختاره الضياء" يعنى فى المختاره وأورده الهيثمى وقال "رواه أبوة يعلى ورواته ثقات".

<<  <  ج: ص:  >  >>