للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كلام العلماء في بناء المساجد]-

(٢) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض طهورا ومسجدًا.

(٣٠٧) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل حيث أدركته


كما لا يشك أن باني مسجد بيت المقدس هو داود وابنه سليمان من بعده عليهما الصلاة والسلام، وكان بين إبراهيم وبينهما من المدد ما يتجاوز عن الأربعين بأمثالها ولكن الوضع غير البناء والسؤال عن مدة ما كان بين وضعهما لا عن مدة ما بين بنائهما، فيحتمل أن يكون واضع المسجد الأقصى بعض الأنبياء قبل داود وسليمان ثم بناه داود وابنه في الوقت الذي بنياه فيه، وكذلك يجب أن يحمل تأويل مثله عليه لا سيما وقد ورد الحديث في ذلك (قال علي كرم الله وجهه) إذا حدثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فظنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم أهناه وأنقاه وأهداه، وقد تقدم هذا الأثر والكلام عليه في الباب التاسع من كتاب العلم (وفي أحاديث الباب) أيضا فضل بناء المساجد وإن ذلك من أعظم القرب إلى الله عز وجل سواء أكان المسجد كبيرا أم صغيرا ولو كمفحص قطاة كما في بعض الروايات، وفي رواية (بنى الله له مثله) على المماثلة في التسمية لا غير كقوله تعإلى (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) وبذلك تتفق روايه المثلية مع رواية التفضيل (قال النووي) رحمه الله يحتمل أن يكون مثله معناه بنى الله له مثله في مسمى البيت وأما صفته في السعة وغيرها فمعلوم فضلها فانها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ويحتمل أن يكون معناه أن فضله على بيوت الجنة كفضل المسجد على بيوت الدنيا اهـ والله أعلم
(٣٠٧) عن جابر عبد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبي ثنا هشيم ثنا سيار عن يزيد الفقير عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي بعثت إلى الأحمر والأسود وكان النبي إنما يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ونصرت بالرعب من مسيرة شهر وجعلت لي الأرض الخ (تخريجه) (ق. نس. وغيرهم) وتقدم الكلام على شرحه في الباب الثاني من كتاب التيمم

<<  <  ج: ص:  >  >>