وبأحمد بن حنبل يوم المحنة. وقال أبو عبيد انتهى العلم إلى أربعة أفقههم أحمد وقال البخاري لما ضرب أحمد بن حنبل كنا بالبصرة فسمعت أبا الوليد الطيالسي يقول لو كان أحمد في بني إسرائيل لكان أحدوثة، وقال السهيل بن الخليل لو كان أحمد في بني إسرائيل لكان نبيًّا، وقال المزني أحمد بن حنبل يوم المحنة وأبو بكر يوم الردة وعمر يوم السقيفة وعثمان يوم الدار وعلي يوم الجمل وصفين، وقال بشر بن الحافي بعدما ضرب أحمد بن حنبل أدخل أحمد الكير فخرج ذهبًا أحمر وقال الميموني قال لي علي بن المديني بعدما امتحن أحمد يا ميمون ما قام أحد في الإسلام ما قام أحمد بن حنبل فعجبت من ذلك عجبًا شديدًا وذهبت إلى أبي عبيد القاسم بن سلام فحكيت له مقالة علي بن المديني فقال صدق. إن أبا بكر وجد يوم الردة أعوانًا وأنصارًا وأن أحمد بن حنبل لم يكن له أنصار ولا أعوان ثم أخذ أبو عبيد يطري أحمد ويقول لست أعلم في الإسلام مثله، وقال إسحق بن راهوية أحمد حجة بين الله وبين عبيده في أرضه. وقال علي بن المديني إذا ابتليت بشيء فأفتاني أحمد بن حنبل لم أبال إذا لقيت ربي عز وجل كيف كان. وقال الخلال سمعت أبا القاسم بن الجبلي وكفاك به يقول أكثر الناس يظنون أن أحمد إذا سئل كأن علم الدنيا بين عينيه. وقال إبراهيم الحربي رأيت أحمد كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين، وقال عبد الرزاق ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أورع، وقال المزني قال لي الشافعي رأيت ببغداد شابًّا إذا قال حدثنا قال الناس كلهم صدق قلت من هو قال أحمد بن حنبل، وعن حجاج بن الشاعر ما رأيت روحًا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل. وعن محمد بن إبراهيم البوشنجبي قال ما رأيت أجمع في كل شيء من أحمد بن حنبل، ولا أعقل، وقال الحسين الكرابيسي مثل الذين يذكرون أحمد عندنا مثل قوم يجيئون إلى أبي قبيس يريدون أن يهدموه، وقال يحيى بن معين كان في أحمد بن حنبل خصال ما رأيتها في عالم قط كان محدثًا، وكان حافظًا، وكان عالمًا، وكان ورعًا وكان زاهدًا وكان عاقلًا وقال الذهلي اتخذت أحمد حجة فيما بيني وبين الله وقال أبو بكر محمد بن محمد بن رجاء ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا رأيت من رأى مثله. وقال سمعت قتيبة يقول إذا رأيت الرجل يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة".
هذه هي بعض أقوال معاصرين فيه، وهي تدل على إعجاب شديد وتوقير كبير، وفي بعضها ما يفسح مجالًا لتصور المبالغة، لولا أن عمل الرجل نفسه وأثره في تلاميذه