للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسأله أن يفرقها على جيرانه فقال للرسول عافاك الله هذا مال لم نشغل أنفسنا بجمعه فلا نشغلها بتفريقه. قل لأمير المؤمنين إن تركتنا، وإلا تحولنا من جوارك! ".

صفته وأدبه:

قال الحافظ الذهبي في كتابه "تاريخ الإسلام".

قال عبد الله بن عبد الرحمن الذهبي حدثني أبي قال مضى عمي أبو إبراهيم أحمد بن سعد إلى أحمد بن حنبل فسلم عليه فلما رآه وثب قائمًا وأكرمه.

وعن عباس النحوي قال رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه ربعة يخضب بالحناء خضابًا ليس بالقاني وفي لحيته شعرات سود ورأيت ثيابًا غليظة إلا أنها بيض ورأيته معتمًا وعليه إزار.

قال المروزي قال أحمد "ما كتبت حديثًا إلا قد علمت به، حتى مر بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارًا فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت.

وقال ابن أبي حاتم ذكر عبد الله بن أبي عمر البكري قال سمعت عبد الملك الميموني يقول "ما أعلم إني رأيت أحدًا أنظف ثوبًا ولا أشد تعاهدًا نفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبًا وشدة بياض من أحمد بن حنبل".

وقال الخلال أخبرني محمد بن الجنيد أن المروزي حدثهم قال كان أبو عبد الله لا يدخل الحمام، وكان إذا احتاج إلى النورة تنور في البيت، وأصلحت له غير مرة النورة واشتريت له جلدًا ليده يدخل يده فيه ويتنور.

قال حنبل رأيت أبا عبد الله إذا أراد القيام قال لجلسائه إذا شئتم.

قال عبد الملك الميموني "لم يكن أحد أنضر ثوبًا، ولا أشد تعاهدًا لنفسه في ثيابه وشعر رأسه وبدنه من أحمد، وكان يحب الفقراء ويعرض عن أهل الدنيا ويجلس للفقهاء حيث انتهى به المجلس ولا يتصدر، حسن الجوار. لا يخشى في الله لومة لائم".

قال المروزي كان الإمام أحمد إذا ذكر الموت خنقته العبرة وكان يقول الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>