قال زهير بن صالح بن أحمد "تزوج جدي بأم أبي عباسة بنت الفضل من العرب فلم يولد له منها غير أبي ثم ماتت.
قال المروزي سمعت أبا عبد الله يقول "أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة فما اختلفت أنا وهي في كلمة".
وقال زهير لما ماتت عباسة تزوج جدي بعدها امرأة من العرب يقال لها ريحانة فولدت له عبد الله وحده".
وفي هذا نظر؛ لأن عبد الله ولد للإمام أحمد وله خمسون سنة أي بعد زواجه من أم صالح بعشرة أعوام، وفي رواية المروزي "أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة إلخ" كما أن من المعروف أن الإمام أحمد لم يتزوج إلا بعد أن قارب الأربعين.
قال زهير بن صالح لما توفيت أم عبد الله اشترى "حسن" فولدت منه زينب ثم الحسن والحسين توأمًا وماتا بالقرب من ولادتهما ثم ولدت الحسن ومحمد فعاشا حتى صارا من السن إلى نحو من الأربعين ثم ولدت بعدهما سعيدًا.
قضية المحنة:
نشأت هذه المحنة التي حملت اسم "خلق القرآن" من أن المعتزلة الذين كان لهم وقتئذٍ الحظوة لدى المأمون والغلبة الفكرية عليه كانوا ينفون الصفات عن الله تبارك وتعالى ورأوا أن التعبير الساري عن أن القرآن "كلام الله" يوحي بإثبات صفة ما، فذهبوا إلى أن القرآن "مخلوق" ولم يعدموا الحجج من المنطق أو من تأويل بعض آيات القرآن الكريم ما يعززون به دعواهم وما يجعلهم يرون أن هذه المسألة هي من مسائل العقيدة الكبرى لأنها تتعلق بالله تعالى، ومن ثم كان إصرارهم عليها وتمسكهم بها وإقحامهم أنفسهم في معركة ضارية بدأت أولًا بعزل كل الذين يختلفون معهم في ذلك من المناصب، ثم تطورت إلى مناظرة الشيوخ والعلماء وانتهت إلى إلزام كل الشيوخ والعلماء القول بذلك وتهديد كل من يرفض لاضطهاد قد يصل إلى حد القتل.
ومات المأمون قبل أن تصل الفتنة إلى مرحلتها الحاسمة، ذلك أنه كان يؤثر المناظرة، وأن هدد قبيل موته بحمل المخالفين على السيف. واستجاب كل الذين طولبوا القول لما أراد المأمون، واعترفوا بدرجات متفاوتة - بخلق القرآن بحيث لم