المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ممن الوفد أو قال القوم (١) قالوا ربيعة قال مرحبا بالوفد أو قال القوم غير خزايا ولا ندامى قالوا يا رسول الله أتيناك من شقة (٢) بعيدة وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر ولسنا نستطيع أن نأتيك الا في شهر حرام (٣) فأخبرنا بأمر ندخل به الجنة ونخبر به من رواءنا وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع (٤) أمرهم بالايمان بالله قال أتدرون ما الايمان بالله قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة
(النووي عن صاحب التحرير في شرح مسلم (١) أو للشك من بعض الرواة أى قال ممن الوفد وقال ممن القوم (وقوله) قالوا ربيعة أى من ربيعة كما في رواية (ومرحبا) هو منصوب بفعل مضمر أى صادفت رحبا بضم الراء أى سعة والرحب يالفتح الشئ الواسع وقد يزيدون معها أهلا أى وجدت أهلا فاستأنس (وقوله غير خزايا) بنصب غير على الحال وروى بالكسر على الصفة والمعروف الأول (وخزايا) جمع خزيان وهو الذي أصابه خزى والمعنى انهم اسلموا طوعا من غير حرب أو سبى يخزيهم ويفضحهم (وقوله ولا ندامى) أى نادمين فأخرجه على مذهبهم في الاتباع لخزايا لان الندامى جمع ندمان وهم النديم الذي رافقك ويشاربك ويقال في الندم ندمان أيضا فلا يكون اتباعا لخزايا بل جمعا برأسه وقد ندم يندم ندامة وندما فهو نادم وندمان قال في النهاية قال ابن ابي جمرة بشرهم بالخير عاجلا وآجلا لان الندامة انما تكون في العاقبة فاذا انتفت ثبت ضدها اهـ _٢) الشقة بضم الشين على الافصح وبها جاء التنزيل وهى السفر البعيد (٣) أى من الأربعة الحرم قيل هو رجب لورود التصريح به في رواية البيهقي وكانت مضر تبالغ في تعظيمه وكانت مساكن عبد القيسبالبحرين وماو الاهما من أطراف العراق وكفار مضر كانوا بينهم وبين المدينة فلا يمكنهم الوصول الى المدينة الا عليهم لهذا اختاروا الشهر الحرام لأمنهم من وقوع قتال بينهم وبين مضر فيه (٤) انما أخبرهم ببعض الأوامر لكونهم سألوه ما يمكنهم فعله في الحال فلم يقصد اعلامهم بجميع الاحكام التي تجب عليهم فعلا وتركا ويدل على ذلك اقتصاره في المناهي على الانتباذ في الأوعية مع أن في المناهي ما هو أشد في التحريم من الانتباذ لكن اقتصر عليها لكثرة