للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما علمت أن الهجرة تجب ما قبلها من الذنوب يا عمرو أما علمت أن الاسلام يجب ما قبله من الذنوب

(٥٧) وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال أتى النبى صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله اذ أحسنت في الاسلام أؤاخذ بما عملت في الجاهلية؟ قال اذا أحسنت في الاسلام لم تؤاخذ بما عملت في الجاهلية واذا أسأت في الاسلام أخذت بالأول والآخر

(٥٨) وعن سلمة بن يزيد الجعفي رضى الله عنه قال انطلقت أنا وأخي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلنا يا رسول الله ان أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقرى الضيف وتفعل وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً قال


ألقى الخ (غريبة) (١) تجب من باب رد يرد والجب بفتح الجيم معناه القطع أى تقطع وتمحو وكذلك الاسلام يجب ما قبله من الذنوب أى يمحو ما كان قبله في الكفر من الذنوب قال تعالى (قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) (تخريجه) (م وسعيد بن منصور في سننه) وزاد مسلم في روايته وان الحج يهدم ما كان قبله (قال النووى رحمه الله) فيه عظيم موقع الاسلام والهجرة والحج وان كل واحد منها يهدم ما كان قبله من المعاصي اهـ
(٥٧) وعن عبد الله بن مسعود (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الاعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبة) (٢) قال النووى رحمه الله في شرح مسلم في الكلام على هذا الحديث والصحيح فيه ما قاله جماعة المحققين أن المراد بالحسان هنا الدخول في الاسلام بالظاهر والباطن جميعا وأن يكون مسلما حقيقيا فهذا يغفر له ما سلف في الكفر بنص القرآن العزيز والحديث الصحي (الاسلام يهدم ما قبله) باجماع المسلمين (والمراد الاساءة) عدم الدخول في الاسلام بقلبه فهذا منافق باق على كفره باجماع المسلمين فيؤاخذبما عمل في الجاهلية قبل اظهار الاسلام وبما عمل بعد اظهاره لانه مستمر على كفره وهذا معروف في استعمال الشرع يقولن حسن اسلام فلان اذا دخل فيه حقيقة باخلاص وساء اسلامه أى لم يحسن اسلامه اذا لم يكن كذلك والله أعلو اهـ (تخريجه) (ق جه)
(٥٨) وعن سلمة بن يزيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>