للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧١٧ - عن أبي الزبير أنه سمع طاوسًا يقول: قلنا لابن عباس في الإقعاء (١) على القدمين. فقال: هي السنة. قال: فقلنا: إنا لنراه جفاءً (٢) بالجرل. فقال ابن عباس: هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم. وعنه من طريق ثان (٣) عن طاوس أيضًا قال: رأيت ابن عباس يحبو على صدور قدميه، فقلت: هذا يزعم الناس أنه من الجفاء. قال: هو سنة نبيك صلى الله عليه وسلم


٧١٧ - عن أبي الزبير (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق قالا أنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوسًا يقول: الخ. (غريبه) ١ - اختلف في تفسير الإقعاء، قال النووي: والصواب الذي لا معدل عنه أن الإقعاء نوعان: أحدهما أن يلصق إليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض كإقعاء الكلب، هكذا فسره أبو عبيدة معمر بن المثنى وصاحبه أبو عبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة، وهذا النوع هو المكروه الذي ورد فيه النهي. قلت: يعني ما رواه الإمام أحمد وغيره من حديث أبي هريرة، وسيأتي بتمامه في باب ما جاء في الالتفات في الصلاة الخ. وفيه قال: «ونهاني عن الالتفات وإقعاء كإقعاء القرد ونقر كنقر الغراب». قال: والنوع الثاني أن يجعل إليتيه على عقبيه بين السجدتين، وهذا هو مراد ابن عباس بقوله «سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم». وقد نص الشافعي رضي الله عنه في (البويطي) و (الإملاء) على استحبابه في الجلوس بين السجدتين، وحمل حديث ابن عباس رضي الله عنهما عليه جماعة من المحققين، منهم البيهقي والقاضي عياض وأخرون رحمهم الله تعالى. قال القاضي (يعني عياضًا) وقد روي عن جماعة من الصحابة والسلف أنهم كانوا يفعلونه، قال: وكذا جاء مفسرًا عن ابن عباس رضي الله عنهما «من السنة أن تمس عقبيك إليتيك» هذا هو الصواب في تفسير حديث ابن عباس. اهـ.
قلت: وأخرج البيهقي عن ابن عمر أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الأولى يقعد على أطراف أصابعه ويقول: إنه من السنة. وعن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يقعيان. وعن طاوس قال: رأيت العبادلة يقعون. قال الحافظ: وأسانيدها صحيحة. ٢ - أي غير مألوف. وقوله «بالرجل» قال النووي: ضبطناه بفتح الراء وضم الجيم، أي بالإنسان. وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم، قال: وضبطه أبو عمر بن عبد البر بكسر الراء وإسكان الجيم. قال أبو عمر: ومن ضم الجيم فقد غلط. ورد الجمهور على ابن عبد البر وقال: الصواب بالضم وهو الذي يليق به إضافة الجفاء إليه. والله أعلم. اهـ. (سنده) ٣ - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن إسحاق أنا

<<  <  ج: ص:  >  >>