للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يده اليمنى على فخذه اليمنى ونصبه إصبعه السبابة يوحد بها ربه عز وجل عمرانُ (١) بن أبي أنس أخو بني عامر بن لؤي وكان ثقة عن أبي القاسم مقسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: حدثني رجل من أهل المدينة قال: صليت في مسجد بني غفار، فلما جلست في صلاتي افترشت فخذي اليسرى ونصبت السبابة، قال: فرآني خُفاف بن إيماء (٢) رحضة الغفاري، وكانت له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصنع ذلك، قال: فلما انصرفت من صلاتي قال لي: أي بني لم نصبت إصبعك هكذا؟ قال: وما تنكر (٣) رأيت الناس يصنعون ذلك. قال: فإنك أصبت، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى يصنع ذلك، فكان المشركون يقولون: إنما يصنع هذا محمد بإصبعه يسحر بها (٤) وكذبوا، إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك يوحد بها ربه عز وجل (٥)


إبراهيم قال ثنا أبي ابن إسحاق الخ. (غريبه) ١ - فاعل حدثني. ٢ - خفاف بضم الخاء وإيماء بكسر الهمزة وهو مصروف وتقدم. ٣ - بفتحات مع تشديد الكاف مفتوحة أيضًا، أي قال الرجل بجرأة وما تغير عن حالته التي كان عليها: رأيت الناس. الخ. ٤ - بفتح الحاء المهملة من السحر بكسر السين المهملة وسكون الحاء. ٥ - أي يشير بها إلى أن الله عز وجل واحد. وروى البيهقي بسنده عن الأعمش عن أبي إسحاق عن العيزار قال: سئل ابن عباس عن الرجل يدعو يشير بأصبعه، فقال ابن عباس: هو الإخلاص. وعن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال: ذلك التضرع. وعن عثمان عن مجاهد قال: مقمعة للشيطان. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هكذا الإخلاص (يشير بأصبعه التي تلي الإبهام) , وهذا الدعاء (فرفع يديه حذو منكبيه) وهذا الابتهال (فرفع يديه مدًا). ذكره البيهقي في سننه.
(تخريجه) (هق) وفي إسناده مبهم. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وسمى المبهم الحارث، ولم أجد من ترجمه ولم يسمه أحمد. اهـ. ورواه الطبراني في (الكبير) عن خفاف أيضًا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في آخر صلاته يشير بأصبعه السبابة وكان المشركون يقولون: يسحر بها وكذبوا ولكنه التوحيد. قال الهيثمي: ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>