للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان يقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وكان يرفع صوته ليسمع جميع الصحابة ويقول: ارفعوا أصواتكم" (١).

وكان راكبا على بعير، عليه رجل وليس عليه شقدف، ولا محارة، ولا محمل، ولا هودج، ولا محفة، وداوم يلبي على هذه القاعدة، والصحابة يزيدون، وينقصون في التلبية، ولم ينكر عليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وجمع شعر رأسه - صلى الله عليه وسلم - في مدة الإحرام، ولبده بالخطمى، والغسل - بكسر الغين المعجمة - وهو عبارة عن دواء يجتمع به الشعر (٢).

ولا وصل إلى منزل الروحاء رأى حمار وحش مجروحا فقال "دعوة فسيأتي الذي جرحه عن قريب، فأتى على الفور وقال: يا رسول الله إفعلوا بصيدي ما شئتم، فأمر أبا بكر فقسمه على الرفاق، ثم وصل الى منزل اثابة - وهو منزل بين الروية والعرج - رأى ظبيا نائما في ظل شجرة فأمر شخصا أن يكون بالقرب منه، لئلا يتعرض له أحد من المحرمين، ولا بلغ العرج تخلف غلام لأبي بكر معه جمل، هو زاملة الرسول وأبي بكر، فانتظروه زمانا، ولا وصل لم يروا الجمل معه، فقال أبو بكر: أين البعير؟ قال: فقدته، فقام إليه أبو بكر وضربه على سبيل التأديب، وهو يقول: جعلناك على بعير واحد فضيعته، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يبتسم ويقول: انظر إلى هذا المحرم ما يصنع. ولم يزد


(١) رواه مسلم في كتاب الحج باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث رقم (١٢١٨ ج ٢ ص ٨٨٦ - ٨٩٢)، وأبو داود في كتاب المناسك باب صفة حج النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث رقم (٩٠٥ - / ١٨٢) والنسائي (ج ٥ ص ١٤٣ - ١٤٤) وابن ماجه في كتاب المناسك باب حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برقم (٣٠٧٤ - ٢/ ١٠٢٢).
(٢) جاء في لسان العرب: الغسل - بكسر الغين - والغسله - بكسر الغين: ما يغسل به الرأس من خطمى، وطين، وأشنان. ونحوه.
والغسلة: أيضا: مما تجعله المرأة من شعرها من الطيب عند الامتشاط.
والغسلة: الطيب. يقال: غسلة مطراة. ابن منظور لسان العرب (ج ٢ ص ٩٨٨).

<<  <   >  >>