للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهدية لبن وجداية (١) وضغابيس (٢) فولجت عليهم قبل الإسلام، والاستئذان فقال: "ارجع ثم قل السلام عليكم وادخل" (٣).

وكان إذا أتى باب قوم لا يقوم تجاه الباب بل يتيامن أو يتياسر، فيقول السلام عليكم ويبدأ من لقيه بالسلام، وكان يتحمل السلام إلى عيره، ويبلغه كما تحمل سلام الله سبحانه وتعالى إلى خديجة، حيث قال له جبريل عليه السلام ها خديجة قد جاءتك بطعام، فقل لها: "الرب يسلم عليك ويبشرك ببيت في الجنة من قصب (٤) لا صخب فيه ولا نصب" (٥).

وقال مرة أخرى لعائشة: "هذا جبريل حاضر يبلغك السلام فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته" (٦) وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "عشر" ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم، ورحمة الله فرد عليه، فجلس، فقال: "عشرون" ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرد عليه فقال: "ثلاثون" (٧) وفي بعض الروايات جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته. فرد وقال: "أربعون" هكذا تكون الفضائل، وفي إسناده ضعف (٨).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يبدأ من لقيه بالسلام، وإن بدأه أحد رد عليه مثل ذلك، أو أفضل على الفور، من غير تأخير، إلا أن يمنع من ذلك عذر، كالصلاة، أو


(١) هي من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة، ذكرًا كان أو أنثى بمنزلة الجدى من المعز.
(٢) هي صغار القثاة وأحدها ضغيوس، وقيل هي نبت ينبت في أصول الشام يشبه الهليون يسلق بالخل والزيت ويؤكل. أهـ. انظر النهاية في غريب الحديث للإمام ابن الأثير - رحمه الله تعالى -.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه (٥١٧٦)، والترمذي (٢٧١١)، وأحمد (٣/ ٤١٤) وإسناده صحيح.
(٤) "القصب" هنا: اللؤلؤ المجوف، و "الصخب": الصياح واللفظ "النصب": النقب، انظر رياض الصالحين (ص ٣٢٩).
(٥) متفق عليه أخرجه البخاري (ج ٧ ص ١٠٤)، ومسلم برقم (٢٤٣٣).
(٦) متفق عليه أخرجه البخاري (ج ٧ ص ٨٣ و ١٠/ ٤٧٩)، ومسلم برقم (٢٤٤٧).
(٧) أخرجه أبو داود (٥١٩٥)، والترمذي (٢٦٩٠) وإسناده قوى كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (ج ١ ص ٥)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص ٩٨٦) من حديث أبى هريرة.
(٨) هذه الزيادة في آخر الحديث لم نجدها وهي ضعيفة كما قال المصنف.

<<  <   >  >>