للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحجرات كلها في كل يوم بعد العصر، يتفقد أحوال أهلها، فإذا جن الليل بات في حجرة صاحبة النوبة، وقسم بين ثمانية من نسائه، لأنَّ سودة - رضي الله عنها - وهبت نوبتها لعائشة، فكانت لعائشة ليلتان (١) وللأخريات ليلة ليلة.

والذي وقع في صحيح مسلم، عن عطاء، أنَّه قال: الزوجة التي لم يقسم لها هي صفية، غلط صريح من عطاء، وسبب هذا الوهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد على صفية في بعض الأيام، فاضطربت صفية وقالت لعائشة: إن استطعت أن ترضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عني وهبتك نوبتى، فقالت عائشة: بلى، ثمَّ جاءت وقعدت إلى جنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم نوبة صفية فقال: "أبعدى فإن اليوم ليس نوبتك" قالت عائشة: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وحكت له، فرضى - صلى الله عليه وسلم - عن صفية.

وهذه الحالة إنما كانت في يوم واحد، ونوبة واحدة لا غير. فإذا وهم بعض الرواة، وحديث كان يقسم ثمان صحيح، وكان من السادة النبوية أنَّه إذا واقع في أول الليل اغتسل، ثمَّ نام في بعض الأحيان.

وفي بعضها كان يتوضأ وينام، ثمَّ يغتسل في آخر الليل، والحديث المروى عن عائشة أنها قالت: ربما نام ولا يمس ماء، غلط من بعض الرواة، وربما طاف على جميعهن واغتسل في الآخر غسلا واحدا. وربما اغتسل عقيب كل مواقعة، وكان إذا قدم من السفر، لا يدخل البيت ليلًا (٢).


(١) أخرجه الشيخان البخاري في كتاب النكاح باب (٩٨) المرأة تهب يومها في زوجها لضرتها وكيف يقسم ذلك حديث رقم (٥٢١٢) فتح البارى (٩/ ٣١٢)، ومسلم في كتاب الرضاع باب جواز هبتها نوبتها لضرتها حديث رقم (١٤٦٣ ج ٢ ص ١٠٨٥).
(٢) انظر صحيح البخاري (٩/ ٢٩٦، ٢٩٧)، ومسلم (٩/ ١٥٢٨) رقم حديث الباب (١٨٤)، وسنن أبى داود (٢٧٧٦) و (٢٧٧٨)، والترمذي (٢٧١٣).

<<  <   >  >>