يردوه على الضعفاء وكان له - صلى الله عليه وسلم - من الغنيمة سهم خاص، يقال له:"الصفى" إِذا أراد عبدًا أو أمة أو فرسًا، أو ما أحب أخذه قبل الخمس، وصفية أم المؤمنين وذو الفقار من تلك الجملة، وإن غاب أحد عن المعركة لمصلحة المسلمين دفع له سهمًا كما فعل مع عثمان في يوم بدر، حيث كان مشغولًا بتمريض ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسوله" فضرب له بسهمه وأجره، وسهم ذوي القربى، وكان يقسمه بين بني هاشم وبني المطلب، ولا يعطى لإخوانهم من بنى عبد شمس وبنى نوفل شيئًا. وقال:"إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد وما وجدوا في المغازى من طعام مثل العسل والعنب والجوز وغير ذلك أكلوه".
أخذ عبد الله بن مغفل جراب شحم، وقال: لا أعطى أحدًا منه شيئًا، فأقره على ذلك. وكان يشدد في أمر الغلول والخيانة تشديدًا عظيمًا ويقول:"هو نار وعار وشنار على أهله إلى يوم القيامة"، وغل شخص فأمر باحراق ما اختانه، وكذلك فعل أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - وهذا من باب التعزير بالمال والله أعلم.