للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موضعه، ثم يقرأ، ثم يرفع يديه، حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه معتدلا لا يصوب رأسه، ولا يقنع به، ثم يقول: "سمع الله لمن حمده"، ويرفع يديه، حتى يحاذي بهما منكبيه، حتى يقر كل عظم إلى موضعه، ثم يهوى إلى الأرض ساجدًا، ويجافى يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه، ويثنى رجليه، فيقعد عليهما، ويفتح أصابع رجليه إذا سجد ثم يسجد، ثم يكبر، ويجلس علي رجله اليسري، حتى يرجع كل عظم إلي موضعه ثم يقوم فيصنع في الأخرى مثل ذلك.

ثم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، كما صنع عند افتتاح الصلاة، يصلى بقية صلاته هكذا حتى إذا كانت السجدة التي قام فيها التسليم أخرج رجليه وجلس علي شقه الأيسر (١) متوركا.

وفي صلاة الصبح: كان يقنت حينا، ويترك حينا (٢). وبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كان يجهر بها حينا ويخفيها حينا، وكان يسر في الظهر والعصر، وقد يرفع صوته قليلا، في بعض الآيات، بحيث يسمعه المؤتمون، ولم يكن يلتفت في الصلاة، وقال: "هو اختلاس يختلسه الشياطين". وقال: "اجتنبوا الالتفات فليكن في صلاة النافلة" وأما قول ابن عباس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلحظ في الصلاة يمينًا وشمالًا ولا يلوى عنقه خلف ظهره، وإن كان في جامع الترمذي فهو غريب، ولم يثبت.

سأل شخص الإمام أحمد فقال: بعض أهل الحديث يروون بإسناد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان يلحظ في الصلاة ولا يلتفت، فأنكر عليه الإمام أحمد ذلك إنكارًا عظيما، وتغير لونه وارتعش وقال: هذا حديث ليس له إسناد. لكن قد ثبت أنه كان في بعض أسفاره، وقد أرسل في جهة العدو شخصًا ليطالعه


(١) رواه مسلم وأحمد بنحوه، وابن حبان، وأورده الشوكاني في نيل الأوطار (ج ٢ ص ١٨٥).
(٢) متفق عليه. انظر البخاري في كتاب الوتر، باب القنوت قبل الركوع وبعده حديث رقم (١٠٠٣ - ج ٢ ص ٤٩٠)، ومسلم في كتاب المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات حديث رقم (٦٧٧ - ج ١ ص ٤٦٨ - ٤٦٩)، وأبي داود في كتاب الصلاة، باب القنوت في الصلوات حديث رقم (١٤٤٣، ١٤٤٤ - ج ٢ ص ٦٨)، والنسائي (ج ٢ ص ٢٠٠) في كتاب الافتتاح، باب القنوت بعد الركوع.

<<  <   >  >>