للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان يصلي الرواتب في بيته، وعلى الخصوص ركعتى المغرب، فإنه لم يصلهما في المسجد أبدا. فلذلك اختلف العلماء: أنه لو صلاهما في المسجد هل يجزيه ذلك أم لا.

قال بعض العلماء: لا، وقال الإِمام المروزى: من صلى الركعتين بعد المغرب في المسجد يكون عاصيا، وقال أبو ثور أيضًا: هو عاص، وسبب العصيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اجعلوها في بيوتكم" وعند أكثر العلماء يجزيه ذلك لكن يكون تاركا للأولى. وفي سنة المغرب سنتان:

إحداهما: بأن لا يتكلم بينها وبين الفريضة، لا في الحديث: "من صلى ركعتين بعد المغرب" قال مكحول: يعني قبل أن يتكلم" رفعت صلاته في عليين" (١).

الثانية: أن يكون في البيت، دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجد بني الأشهل وصلى المغرب فلما فرغ رأى أهل المسجد، اشتغلوا بصلاة السنة (٢) فقال: "هذه صلاة البيوت".

وفي لفظ ابن ماجه: "اركعوا هاتين في بيوتكم" وحاصله أن عادة حضرة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه كان يصلى جميع السنن في بيته إلا أن يكون لسبب، وكان يقول: "أيها الناس صلوا في بيوتكم فإن أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة".

وكان يحافظ على ركعتى الفجر، بحيث أنه كان يواظب عليها في السفر أيضًا، ولم يرد عنه أنه صلى في السفر شيئًا من السنن الرواتب إلا سنة الفجر (٣)، وصلاة الوتر.


(١) لم نجده بهذا اللفظ لكن ورد نحوه في الصحيحين انظر صحيح البخاري (ج ٣ ص ٤١) , ومسلم برقم (٧٢٩) , وموطأ مالك (ج ١ ص ١٦٦) , وأبي داود برقم (١٢٥٢) , والنسائي (ج ٢ ص ١١٩) والترمذي (٤٣٣).
(٢) انظر صحيح البخاري (ج ٣ ص ٤٩) , وأبي داود برقم (١٢٨١).
(٣) رواه البخاري بمثله (ج ٣ ص ٤٨) , وابو داود برقم (١٢٥٣) , والنسائي (ج ٣ ص ٢٥١).

<<  <   >  >>