للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقول الله عز وجل لهم: أنا ربكم قد صدقتكم وعدى فسلونى أعطكم، فيقولون: ربنا نسألك رضوانك. فيقول: قد رضيت عنكم ولكم عليّ ما تمنيتم ولدى مزيد، فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخيرات، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم تبارك وتعالى على العرش (١)، وفيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة" (٢).

هذا الحديث رواه الإمام الشافعى في مسنده. وجمع أبو بكر بن أبى الدنيا طرفه، ورواه بأسانيد متنوعة مختلفة.

وبالجملة فهو حديث عظيم صحيح، يشتمل على فوائد، وبشارات، وحقائق كثيرة.

وروى عن أبي هريرة: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبب تسميته بالجمعة؟ فقال: "لأن فيها طبعت طينة أبيك آدم، وفيها الصعقة، والبعثة، وفيها البطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استجيب له" (٣).

وفي كتاب (صفة الجنة) تصنيف (أبو بكر بن أبى الدنيا) بإسناد ثابت، من رواية حذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتانى جبريل وفي كفه مرآة كأحسن المرايا، وأضوئها، وإذا في وسطها لمعة سوداء، فقلت: ما هذه اللمعة التي أرى فيها؟ قال: هده الجمعة. قلت: وما الجمعة؟ قال: يوم من أيام ربك


(١) أقول إن كل ما جاء في القرآن أو صح عن الرسول الحبيب الحليم من صفات الرب تبارك وتعالى مما يوهم التشبيه وجب الإيمان به وتلقيه بالتسليم والقبول وترك التعرض له بالرد والتأويل والشبيه والتمثيل. وما أشكل من ذلك يجب إثباته لفظا وترك التعرض لمعناه ويرد علمه إلى قائله ويجعل عهدته على ناقلة اتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بقوله جل جلاله وتنزهت صفاته وأسماؤه {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}. آل عمران: ٧.
(٢) رواه مالك في الموطأ (١/ ١٠٨) , وابن حبان (٤/ ١٩١) والبيهقى في شعب الإيمان (٦/ ٢٣٤).
(٣) رواه الترمذي في السنن (٥/ ٦, ٤)، والطبرانى في المعجم الأوسط (٢/ ٥٣) , والبغوى في شرح السنة (٤/ ٤ , ٢)، وأحمد في المسند (٢/ ٥١٩)، والبيهقى في السنن الكبرى (٣/ ١٧٠) وفى الجامع لشعب الإيمان (٦/ ٢٢٤).

<<  <   >  >>