للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله عليه وسلم - بنهب إبل (١)، فسأل عنا، فقال: (أَيْنَ النَّفَرُ الأَشْعَرُّيوْنَ). فأمر لنا بخمس ذود (٢) غُرِّ الذُّرى (٣). فلما انطلقنا قلنا: ما صنعنا؟ حلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحملنا، وما عنده ما يحملنا، ثم حملنا. تغفلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمينه، والله لا نفلح أبدًا. فرجعنا إليه، فقلنا له: إنا أتيناك لتحملنا، فحلفت أن لا تحملنا، وما عندك ما تحملنا؟ فقال: (إِنِّي لَسْتُ أَنَا حَمَلْتُكُم، وَلَكِنَّ الله حَمَلَكُمْ (٤). وَاللهِ لا أَحْلفُ عَلَى يَميْنٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا).

هذا الحديث رواه عن أبي موسى الأشعري: زهدم بن الحارث الجرمى، وأبو بردة بن أبي موسى، وأبو السليل ضريب بن نقير الجريري.


(١) - بفتح النون، وسكون الهاء، بعدها موحدة - أي: غنيمة. انظر: النهاية (باب: النون مع الهاء) ٥/ ١٣٣، والفتح (١١/ ٦٢٠).
(٢) - بفتح الذال المعجمة، وسكون الواو المهملة -، وهى من الإبل ما بين الثنتين إلى التسع. وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر. وهي هنا خمس - كما تقدّم في لفظ الحديث -. انظر: النهاية (باب: الذال مع الواو) ٢/ ١٧١، وسبل السلام (٢/ ٢٦٢).
(٣) الغُرّ - بضم المعجمة -: جمع أغر، والأغر: الأبيض. والذرى - بضم المعجمة، والقصر -: جمع ذروة، وذروة كل شيء أعلاه. والمراد هنا: أسنمة الإبل. ولعلها كانت بيضاء حقيقة، أو أراد وصفها بأنها لا علة فيها، ولا دبر. قاله الحافظ في الفتح (٩/ ٥٦٤).
(٤) فبيَّن - صلى الله عليه وسلم - أن يمينه في قوله: (والله لا أحملكم) إنما انعقدت فيما يملك، فلو حملهم على ما يملك لحنث وكفّر عن يمينه. ولكنه حملهم على ما لا يملكه ملكًا خاصًا، وهو مال الله، وبهذا لا يكون قد حنث في يمينه. انظر: الفتح (١١/ ٥٧٣ - ٥٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>