للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها ذنوبًا - أو ذنوبينِ -، وفي نزعه ضعف (١)، والله يغفرُ لهُ ضعفَه. ثم استحالتْ (٢) غربًا (٣)، فأخذَهَا ابنُ الخطاب، فلمْ أرَ عبقريًّا منَ الناس ينزعُ نزعَ عُمَر، حتَّى ضربَ الناس بِعَطَن (٤)).


(١) أي: أنه على مهل، ورفق. قاله الحافظ في الفتح (٧/ ٤٨).
(٢) أي: تحولت من حال إلى حال.
(٣) - بفتح الغين المعجمة، وسكون الراء المهملة، بعدها موحده - أي: دلوا عظيمة. يريد: أن الدلو الصغيرة، التي كان يستقى بها أبو بكر - رضي الله عنه - صارت حين استقى بها عمر - رضي الله عنه - دلوا عظيمة. وهو مثل لأفعاله، وآثاره، وقوته. - انظر: غريب لابن قتيبة (١/ ١٤٤ - ١٤٥)، والفتح (٧/ ٤٨).
(٤) - بفتح المهملتين، وآخره نون -: الموضع الذي تبرك فيه الإبل إذا رويت، وصدرت عن الحوض، وقد ضربت بعطن إذا بركت. والمعنى: حتى رووا إبلهم، فأبركوها، وضربوا لها عطنا.
- انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (١/ ١٤٥)، وشرح السنة (١٤/ ٨٩)، والفتح (٤٨/ ٧).
وليس في الحديث إثبات التفضيل لعمر بن الخطاب على أبى بكر - رضى الله عنهما - إذ قد وصف بالقوة من حيث وصف أبي بكر بالضعف، ولكن أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا القول إثبات خلافتهما، والإخبار عن مدة ولايتهما، فنزع أبي بكر ذنوبا أو ذنوبين على ضعف فيه إنما هو قصر مدة خلافته، والذنوبان مثل في السنتين اللتين وليهما وأشهرا بعدهما، وانقضت أيامه في قتال أهل الردة، ولم يتفرغ لافتتاح الأمصار وجباية الأموال، فذلك ضعف نزعه، وأما عمر فقد طالت أيامه، واتسعت ولايته، وفتح الله في عهده أمصارًا كثيرة، غنم أموالها، وقسمها في المسلمين، فأخصبت رحالهم، وحسنت بها أحوالهم، فكان جودة نزعه مثلا لما نالوه من الخير في زمانه.
- انظر: غريب الحديث للخطابي (١/ ٤٣٢)، وشرح السنة (١٤/ ٩١)، وجامع الأصول (٨/ ٦١٦ - ٦١٧)، وشرح النووي لمسلم (١٥/ ١٦١)، والفتح (٧/ ٤٨)، و (١٢/ ٤٣١ - ٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>