للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وليس في هذه اللفظة ما يدل على أفضلية علي على الشيخين - رضوان الله عليهم جميعًا -، أو أنه المستحق للخلافة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير فَصْل، وإنما عُني بها ولاء الإسلام - كما تقدم في موضع قبل هذا عن الإمام الشافعي، وغيره - (١) ... والله أعلم.

ونقل شيخ الإسلام في الموضع المتقدم من مجموع الفتاوى عن الإمام أحمد أنه قال في قوله - صلى الله عليه وسلم - في بعض طرق الحديث: (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه): (زيادة كوفية) اهـ، ثم قال شيخ الإسلام: (ولا ريب أنها كذب لوجوه، أحدها: أن الحق لا يدور مع معين إلّا النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأنه لو كان كذلك لوجب اتباعه في كل ما قال. ومعلوم أن عليًا ينازعه الصحابة، وأتباعه في مسائل وجد فيها النص يوافق من نازعه، كالمتوفى عنها زوجها وهى حامل) اهـ، ثم قال إنه قول مخالف لأصل الإسلام؛ لأن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم، وبغي بعضهم على بعض.


(١) إثر الحديث ذي الرقم/ ١٠٢١. وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب في رسالته في الرد على الرافضة (ص/ ٧): (وليس في قوله: "من كنت مولاه" أن النص على خلافته متصلة، ولو كان نصًا لادعاها علي - رضي الله عنه -؛ لأنه أعلم بالمراد، ودعوى إدعائها باطل ضرورة، ودعوى علمه يكون نصًا على خلافته، وترك ادعائها تقية أبطل من أن يبطل. ما أقبح ملة قوم يرمون إمامهم بالجبن، والخور، والضعف في الدين مع أنه من أشجع الناس، وأقواهم)؟

<<  <  ج: ص:  >  >>