للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد تقدم هذا اللفظ من طرق كثيرة ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١). ومع أن أكثر طرقه وردت من حديث جماعة من الكوفيين، ومنهم طائفة رموا بالتشيع غير أنهم من الثقات المعروفين، أو ممن دونهم في الحفظ والإتقان الذين يشملهم اسم الصدق والمعرفة بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والاحتجاج بهم فيه. وقد ورد بإسنادين ليس فيهما أحد من أهل الكوفة، أو من رموا بالتشيع، ساق أحدهما ابن أبي عاصم في السنة، وساق الآخر عبد الله بن الإمام أحمد في زيادات المسند، كلاهما من حديث علي - رضي الله عنه - (٢)، وهما إسنادان ضعيفان يعضد أحدهما الآخر. وقد ذكره ابن كثير (٣) هذا اللفظ مع الحديث الأول، وقال: (زيادة قويّة الإسناد) اهـ. وقوله - صلى الله عليه وسلم - فيه: (اللهم وال من والاه) دعاء من النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن تولى عليًا الموالاة الشرعية السالمة من الغلو؛ لإيمانه، وسابقته، وجهاده، ومنزلته من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، وهى منزلة عظيمة له، ولسائر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولمن تبعهم بإحسان. وأبعد الناس من نيل شرف هذه الدعوة النبوية المباركة الرافضة أعداء الدين والملة؛ فإنهم أعداء لعلي - رضي الله عنه - بخاصة، ولسائر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعامة، ويعادون


(١) انظر - مثلًا - الأحاديث ذوات الأرقام/ ١٠٤٥، ١٠٦٢، ١٠٨٢ - ١٠٨٨.
(٢) ورقمه/ ١٠١٧.
(٣) البداية والنهاية (٥/ ٢١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>