للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جمهور أهل البيت - ومنهم: العباس، وذريته -، وسائر أهل السنة، ويعينون الكفار عليهم، ويحرصون على تفريق جماعة المسلمين، وتحريف دينهم، والجناية عليه (١). وقوله - صلى الله عليه وسلم - فيه: (وعاد من عاداه) دعاء على من عاداه ولم يواله، وهو محمول على من عاداه لغير مسوغ شرعي، كهوى في نفسه، أو عصبية لمذهبه، أو بغير اجتهاد أو تأويل، أو نحو ذلك. وليس في فعل من خالفه في مسألة من المسائل الشرعية لدليل، أو أخذ فيها بقول أحد الشيخين - رضي الله عنهم جميعًا - عداء لعلي، بل هو من الموالاة والنصح، ونصر الحق، والرد إلى الكتاب والسنة، أو من باب الأخذ بقول من يفوقه علمًا وفقهًا، ولا شك أن عليًا لو تبين له ذلك، أو استحضره لما جاء عنه الخلاف أصلًا، وهؤلاء الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب كلهم ثبت عنه قوله (٢): (إذا صح الحديث فهو مذهبي)، فكيف بعلي - رضي الله عنه -، وهو من كبار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وفي الحق ما وسع الجميع. ومعلوم - أيضًا - من مذهب السلف أن ما جرى بين علي، وبعض الصحابة - رضي الله عنهم جميعًا - من قتال وعداوة إنما كان بسبب اجتهاد وتأويل، ولا يُظن فيهم أنهم قاتلوه لهوى وطمع وإعراض عن الحق. والمجتهد لا يفوته الأجر إن أصاب أو أخطأ، وخطؤه مغفور له. ولو كان ظهر لهم أن الحق مع علي - رضي الله عنه - والذين معه ما قاتلوهم، ولا حاربوهم، ولكنهم اجتهدوا فأخطؤوا، والله


(١) انظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٤١٨ - ٤١٩، ٢٨/ ٤٦٨ - ٥٠١).
(٢) انظر: السير (١٠/ ٣٥)، وقواعد التحديث للقاسمي (ص/ ٥٢، ٩١، ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>