للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أوله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أكيدر صاحب دومة بعثًا، فأرسل إليه بجبة ديباج ... وللإمام أحمد من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد: إنّ ملك الروم (١) أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَقَة (٢) من سندس، فلبسها كأني أنظر إلى يديها تذبذبان (٣) من طولهما، فجعل القوم يقولون: يا رسول الله، أنزلت عليك هذه من السماء! فقال:


(١) لعلّ هذا من أوهام علي بن زيد، وهو: ابن جدعان، معروف بالضعف، والصحيح أنّ الَّذي بعثها: أكيدر بن عبد الملك، ملك دومة، وهو رجل نصراني من كنده - القبيلة المعروفة - ... وتقدم بعض هذا، وانظر: سيرة ابن هشام (٤/ ٥٢٦).
(٢) - بضم التاء، وفتحها - فراء طوال الأكمام. - انظر: لسان العرب (حرف: القاف، فصل: الميم) ١٠/ ٣٤٣. وتقدم في بعض الروايات أنها جبة سندس، وفي البعض الآخر أنها كانت حُلّة، وفي البعض أنها جبة ديباج منسوج فيها الذهب، وهنا أنها مستقة من سندس، وسيأتي في حديث البراء - رضي الله عنه - أنه ثوب حرير ... فما ورد أنها كانت جبة سندس، أو مستقة من سندس، أو ثوب حرير؛ لأن السندس هو الرفيع من الحرير والديباج، والجبة والمستقة متقاربان في الصنعة. وفي قوله إنها كانت حُلّة مخالفة - في الظاهر - لبقية الروايات لأن الحلة إزار وَرداء، فهى ليست جبة، ولا مستقة، قال ابن منظور في لسان العرب: (الحلة: كل ثوب جيّد جديد تلبسه غليظ، أو دقيق، ولا يكون إلّا ذا ثوبين)، ثم نقل عن ابن شميل قال: (الحُلّة: القميص، والإزار، والرداء، لا تكون أقل من هذه الثلاثة)، ثم نقل عن ابن الأعرابي قال: (يقال للإزار والرداء: حُلّة، ولكل واحد على انفرادهما حُلّة)، وعلى هذا قد يخرج ما جاء في الرواية من أنها كانت حُلّة باعتبار ما ظهر منها لما لبسها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو القميص، وهو قريب في الهيئة واللبس من الجبة، والمستقة. ثم إنه من المحتمل أن يكون أكيدر دومة بعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأكثر من ثوب، وكل حدّث بما رأى، وسمع - والله أعلم -، وسيأتي ما يؤيده - إن شاء الله -.
(٣) أي: تتحركان، وتضطربان، يريد: كمية. - النهاية (باب: الذال مع الباء) ٢/ ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>