للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وما يعجبكم منها؟ فوالذي نفسي بيده إن منديلًا من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها)، ثم بعث بها إلى جعفر بن أبي طالب (١) فلبسها،


(١) وتقدم في رواية البزار - وهى عند مسلم، إلَّا أنه لم يسق لفظها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهداها إلى عمر. وفي صحيح البخارى (كتاب: الجمعه، باب: يلبس أحسن مَا يجد) ٢/ ٤٣٤ ورقمه/ ٨٨٦ أن عمر بن الخطاب. رأى حلة سيراء عند لاب المسجد فقال: يا رسول الله، لو اشتريت هذه لتلبسها يوم الجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنما يلبس هذه من لا خلاق له)، ثم جاءت رسول الله منها حلل، فأعطى عمر بن الخطاب منها حلّة ... الحديث. وفي رواية لمسلم (كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء ... ) ٣/ ١٦٣٩ ورقمه / ٢٠٦٨ أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحلل سيراء، فبعث إلى عمر بحلة، وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة، وأعطى علي بن أبي طالب حلّة. وله - أيضًا - في الباب نفسه من كتاب: اللباس (٣/ ١٦٤٥) ورقمه/ ٢٠٧١ من حديث على - رضي الله عنه - أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوب حرير، فأعطاه عليا ... فكل هذا صحيح، ومؤيد لما قدمته من احتمال أن أكيدر دومة بعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأكثر من ثوب من الحرير، لكن ما ورد من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث ببعضها إلى جعفر بن أبي طالب في سنده ابن جدعان، وهو ضعيف. وإن كَان ما بعث به النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جعفر بن أبي طالب من هدايا أكيدر دومة له، فإنّ ذكر جعفر باطل في الحديث؛ لأنه قتل في مؤتة، وكانت في جمادى الأولى، سنة ثمان؛ وأما هدايا أكيدر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانت عقب قفول النبي - صلى الله عليه وسلم - من تبوك إلى المدينة؛ لما ورد في حديث أنس عند الترمذى، وفيه: ( ... فصعد المنَبر)، وتقدم، ومنها قَباء من ديباج مخوّص بالذهب استلبه منه خالد بن الوليد - وكان قد بعثه إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في تبوك -، وأرسله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل قدومه به عليه - وكان قد أسره -)، وهذا مؤيد - أيضًا - لما قدمته، فانتبه، وتبوك كانت في رجب من السنة التاسعة - والله أعلم -.
- وانظر: سيرة ابن هشام (٤/ ٣٧٣، ٥١٥، ٥٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>