للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذرى (١). فلما انطلقنا قلنا: ما صنعنا؟ حلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحملنا، وما عنده ما يحملنا، ثم حملنا. تغفلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمينه، والله لا نفلح أبدًا. فرجعنا إليه، فقلنا له: إنا أتيناك لتحملنا، فحلفت أن لا تحملنا، وما عندك ما تحملنا؟ فقال: (إِنِّي لَسْتُ أَنَا حَمَلْتُكُمْ، وَلَكنَّ الله حَمَلَكُمْ (٢). وَالله لا أَحْلِفُ عَلَى يَميْنٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا منْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وتَحَلَّلْتُهَا) (٣).

* وما رواه: الشيخان من حديثه - أيضًا - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا بقدح فيه ماء، فغسل يديه، ووجهه فيه، ومج فيه، ثم قال [يعنيه، وبلالًا]: (اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما، ونحوركما، وأبشرا) (٤).

* خلاصة: اشتمل هذا القسم على ثمانية عشر حديثًا، كلها موصولة إلا واحدًا. منها اثنا عشر حديثًا صحيحة - اتفق الشيخان على


= انظر: النهاية (باب: الذال مع الواو) ٢/ ١٧١، وسبل السلام (٢/ ٢٦٢).
(١) الغُرّ - بضم المعجمة -: جمع أغر، والأغر: الأبيض. والذرى - بضم المعجمة، والقصر -: جمع ذروة، وذروة كل شيء أعلاه. والمراد هنا: أسنمة الإبل. ولعلها كانت بيضاء حقيقة، أو أراد وصفها بأنها لا علة فيها، ولا دبر. قاله الحافظ في الفتح (٩/ ٥٦٤).
(٢) فبيَّن - صلى الله عليه وسلم - أن يمينه في قوله: (والله لا أحملكم) إنما انعقدت فيما يملك، فلو حملهم على ما يملك لحنث وكفّر عن يمينه. ولكنه حملهم على ما لا يملكه ملكًا خاصًا، وهو مال الله، وبهذا لا يكون قد حنث في يمينه. انظر: الفتح (١١/ ٥٧٣ - ٥٧٤).
(٣) تقدم برقم / ٤٧٩.
(٤) تقدم في فضائل بلال، برقم/ ١٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>