للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتحصّن به؛ فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرًا أمامك، وعشرًا خلفك)، ثم قال: (إذا دخلت بيتك فاضرب به مثل الحجر الأخشن، في إنسان البيت (١)؛ فإن ذلك الشيطان).

وفي هذا الإسناد علل ثلاث ... أولاها: إسحاق بن أبي فروة متروك الحديث. والثانية، والثالثة: محمد بن بكير الحضرمي، وسويد بن عبد العزيز - وهو: السلمي مولاهم -، ضعيفان. فهذه طريق لا شيء، ومتقدمتها طريق ضعيفة، قوله فيها: (إن الشيطان قد خلفك في بيتك فاذهب بهذا العرجون، فأمسك به حتى تأتي بيتك)، وضربه لما وجد في بيته بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى خرج، ورد من وجه ضعيف من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -، وتقدم آنفًا، فهما باجتماعهما: حسنان لغيرهما. وما عدا هذا لا يصح في الحديث، حتى قوله إنه كان قنفذًا - والله أعلم -.

١٧٠٠ - [٣] عن قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته (٢) على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها. فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (لا). فدعا به، فغمَزَ حدقتَهُ بِرَاحتِه. فكان لا


(١) وتقدم في حديث أبي سعيد: (في زاوية البيت)، وفي حديث عمر عن أبيه: (تجد الشيطان في زاويته اليسرى). ولعل المقصود بقوله: (إنسان البيت) هنا: أعمقه، وأخفاه. - انظر: لسان العرب (حرف: السين المهملة، فصل: الألف) ٦/ ١٣ - ١٤.
(٢) أي: عينه، كما سيأتي في بعض الروايات. وانظر: النهاية (باب: الحاء مع الدال) ١/ ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>