للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

علم وهدى، وسبيل رشد وتقى، تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنى، على منهج السلف الصالح أصحاب الاتباع والنُهى.

هذا، وإني لأعلم أن من ألف فقد استهدف، وقد جعلت بحثي هذا بإزاء عيون الناظرين، وبين أيديهم، وأنا لا أجهل قدرى، وأعلمهم بمقدار وزني، وأخبرهم بقلة علمي، وأعرف أنه لا يمكن أن أجمع أحاديث هذا الباب العظيم، وأدرسها، وأحكم عليها في بحث مثل هذا مع ما يصاحب كتابته من ظروف، وأوضاع، وأكون من النقد سالمًا، ومن الاستدراك بارئًا، ومن الاعتراض محترسًا، وإن اعتنيت، واجتهدت، وأنّ عليّ ضره وغرمه، ولمطالعه نفعه وغُنمه، وهو مكفي الجهد والمؤونة، وعن ذلك كله مبتعدًا ومحتجزا ... فلا يتعحب الناظر في بحثي هذا، لما فيه من وهمي وسهوي؛ فإنهما لا يسلم منهما أحد، ولا يستنكفهما بشر؛ لأن الضعف صفة من صفات بي آدم، ونعت من نعوتهم، وقد أبى الله - جل وعلا - أن يكون كتابًا صحيحًا غير كتابه ... قال - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (١)، وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} (٢). قال ابن رجب (٣) - رحمه الله -: (يأبى الله العصمة لكتاب غير


(١) الآيتان: (٤١ - ٤٢)، من سورة: فصلت.
(٢) الآية: (٨٢)، من سورة: النساء.
(٣) القواعد الفقهية (ص/ ٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>