كتاب الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة

المطلب الأول: من عرفن بأعيانهن .. وفيه ستة وستون قسما - القسم الثالث: ما ورد في فضائل عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما - ج: 11 - ص: 131

وروى البزار (١)، وأبو يعلى (٢)، كلاهما من طريق أبي أسامة (٣) عن مجالد عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال: (ما يبكيك)؟ فقلت: سبّتني فاطمة. فقال: (يا فاطمة، سببت عائشة)؟ قالت؟ نعم، يا رسول الله. قال: (ألست تحبين من أُحب)؟ قالت: نعم. قال: (فإني أُحب عائشة، فأحبّيها). قالت فاطمة: لا أقول لعائشة شيئًا يؤذيها أبدًا .. هذا لفظ البزار، وزاد أبو يعلى في أثنائه: (وتبغضين من أبغض)؟ قالت: بلى. قال البزار: (بعض ألفاظه في الصحيح، لا نعلم رواه عن مجالد هكذا إلّا أبو أسامة (٤).

وذكره الهيثمى في مجمع الزوائد (٥)، وعزاه إليهما، ثم قال: (وفيه مجالد بن سعيد، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، ومجالد ضعيف، والتحسين له تساهل بيِّن، واختلف عنه في لفظ الحديث، وبه ضعفه البوصيري (٦)، وما في الصحيح غنية عن حديثه.

---

(١) كما في كشف الأستار (٣/ ٢٤٠) ورقمه/ ٢٦٦١ عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي أسامة (وهو: حماد بن أسامة) به.
(٢) (٨/ ٣٦٥) ورقمة/ ٤٩٥٥ عن هارون بن عبد الله عن أبي أسامة به، بمثله، بزيادة في لفظه.
(٣) وكذا رواه: أبو عروبة في حديثه (ص/ ٤٥) ورقمه/ ٢٩ بسنده عن أبى أسامة به.
(٤) في كشف الأستار: (أبو إسماعيل)، وهو تحريف.
(٥) (٩/ ٢٤١).
(٦) كما في التعليق على المطالب العالية (الأعظمى ٤/ ١٢٧ ورقم/ ٤١٣٤)، وعبارته: (إسناده ضعيف؛ لضعف مجالد بن سعيد) اهـ.