للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث عن الشعبي، وكما سيأتي - أيضًا - في حديثي: عائشة بنت طلحة، وَعمرة بنت عبد الرحمن.

وحمل الحافظ ابن حجر (١) الوهم في حديث البخاري، ومن وافقه على أبي عوانة - وهو: الوضاح اليشكري - راويه عن فراس - وهو: ابن يحيى الهمداني - بدليل مخالفة ابن عيينة له عن فراس كما قرأ ذلك بخط ابن رشيد أنه قرأه بخط أبي القاسم بن الورد، ثم قال: (ولم أقف إلى الآن على رواية ابن عيينة هذه) اهـ، ولم أقف أنا عليها - أيضًا -.

فإذا علم هذا فإن إلصاق الوهم بأبي عوانة فيه نظر عندي؛ لعدم المعرفة بإسناد ابن عيينة؛ ولأن شيح أبي عوانة: فراس بن يحيى الهمداني، تقدم أنه ليس بكثير الحديث، وقال فيه يعقوب بن سفيان: (في حديثه لين، وهو ثقة) ... فحمل الوهم عليه أولى من حمله على أبي عوانة، بدليل رواية لا يعرف إسنادها.

ويؤيد أن الوهم من قبل فراس بن يحيى: أن مجالدًا، وزكريا بن أبي زائدة خالفاه، فذكرا أما زينب ... فقد رواه: الطبراني في الأوسط (٢) عن محمد بن على (وهو: الصائغ) عن يزيد بن موهب عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي به، وفيه: (قالت [يعني: عائشة]: فكانت سودة أطولهن يدًا، فلما توفيت زينب علمنا أنها كانت أطولهن يدًا في الخير، والصدقة. قالت: وكانت زينب تغزل الغزل، تعطيه سرايا النبي -


(١) الفتح (٣/ ٣٣٧ - ٣٣٨).
(٢) (٧/ ١٥٠ - ١٥١) ورقمه / ٦٢٧٢، وقال: (لم يرو هذا الحديث عن مجالد إلّا ابن زائدة) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>