للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة، ويدلّ عليه:

[١/ ٢٧٠] ما رويناه بالأسانيد الصحيحة في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وغيرها، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرأ القُرآنَ فِي أقَلّ مِنْ ثَلاثٍ".

وأما وقت الابتداء والختم فهو إلى خيرة القارىء، فإن كان ممّن يختم في الأسبوع مرّة، فقد كان عثمان رضي الله عنه يبتدىء ليلة الجمعة ويختم ليلة الخميس، وقال الإِمام أبو حامد الغزالي في الإِحياء: الأفضل أن يختم ختمة بالليل، وأخرى بالنهار، ويجعل ختمة النهار يوم الاثنين في ركعتي الفجر أو بعدهما، ويجعل ختمة الليل ليلة الجمعة في ركعتي المغرب أو بعدهما، ليستقبل أوّل النهار وآخره.

وروى ابن أبي داود عن عمرو بن مرّة التابعي الجليل رضي الله عنه قال: كانوا يحبّون أن يختم القرآن من أوّل الليل أو من أوّل النهار. وعن طلحة بن مصرف التابعي الجليل الإِمام قال: من ختم القرآن أية ساعة كانت من النهار صلّتْ عليه الملائكةُ حتى يمسي، وأية ساعة كانت من الليل صلَّت عليه الملائكةُ حتى يُصبح. وعن مجاهد نحوه.

[٢/ ٢٧١] وروينا في مسند الإِمام المجمع على حفظه وجلالته وإتقانه


[٢٧٠] أبو داود (١٣٩٤)، والترمذي (١٩٥٠)، والنسائي، وابن ماجه (١٣٤٧). وقال الحافظ ابن حجر: حديث حسن غريب أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي، والنسائي، وتعجب من قول النووي ـ رحمه الله تعالى ـ بأسانيد صحيحة، فإن الحديث ليس له عندهم إلا سند واحد هو: قتادة عن أبي العلاء عن عبد الله بن عمرو ... الفتوحات ٣/ ٢٣٥.
[٢٧١] سنن الدارمي ٢/ ٤٧٠، وقد نازعه الحافظ ابن حجر في تحسينه، بأنه في سنده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف الحفظ، ومحمد بن حميد مختلف فيه، وكأنه حسّنه لشواهده في التذكار، للقرطبي، ومسند الفردوس، والحلية. الفتوحات ٣/ ٢٣٨.

<<  <   >  >>