الأذكار الباقية، واستيفاء التشهد، والدعاء بعده، وغير ذلك مما تقدم، وهذا وإن كان ظاهرًا معروفًا فإنما نبَّهتُ عليه لتساهل أكثر الناس فيه، وحذفهم أكثر الأذكار، والصواب ما سبق. وأما القراءة فالمختار الذي قاله الأكثرون وأطبقَ الناسُ على العمل به أن تقرأ الختمةُ بكمالها في التراويح جميع الشهر، فيقرأ في كل ليلة نحو جزء من ثلاثين جزءًا. ويُستحبّ أن يرتل القراءة ويبيِّنها، وليحذرْ من التطويل عليهم بقراءة أكثر من جزء، وليحذرْ كل الحذر مما اعتاده جهلةُ أئمة كثير من المساجد من قراءة سورة الأنعام بكمالها في الركعة الأخيرة في الليلة السابعة من شهر رمضان، زاعمين أنها نزلتْ جملةً، وهذه بدعة قبيحة وجهالة ظاهرة مشتملة على مفاسد كثيرة، سبق بيانها في كتاب تلاوة القرآن.
١٤٤ ـ بابُ أذكارِ صَلاةِ الحَاجة
[١/ ٤٦٩] روينا في كتاب الترمذي وابن ماجه، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إلى اللَّهِ تَعالى أوْ إلى أحدٍ مِن بَني آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأ وَلْيُحْسِنِ الوُضُوءِ، ثُمَّ ليُصَلّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ لِيُثْنِ على الله عَزَّ وَجَلَّ وَلْيُصَلّ على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ليَقُلْ: لا إِلهَ إِلَاّ اللَّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ، الحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ العالَمِينَ، أسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلّ بِرّ، والسَّلامَةَ مِنْ كُلّ إثْمٍ، لا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلَاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمًّا إِلَاّ فَرَّجْتَهُ، وَلا حاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلَاّ قَضَيْتَها يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ" قال الترمذي: في إسناده مقال.
قلتُ: ويُستحبّ أن يدعوَ بدعاء الكرب، وهو: "اللَّهُمَّ آتِنا في الدُّنْيا
[٤٦٩] الترمذي (٤٧٩)، وابن ماجه (١٣٨٤)، والحاكم ١/ ٣٢٠، وهو حديث ضعيف، انظر الفتوحات ٤/ ٢٩٨ـ٢٩٩.