للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٤ ـ بابُ ما يَقولُ إذا نظرَ إلى عدوّه

[١/ ٣٢١] روينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه، قال:

كنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في غزوة فلقي العدوّ، فسمعته يقول: " يا مالِكَ يَوْمِ الدّينِ إيَّاك أعْبُدُ وإيَّاكَ أسْتَعِينُ" فلقد رأيتُ الرجالَ تُصرع، تضربُها الملائكةُ من بين أيديها ومن خلفها. ويُستحبُّ ما قدَّمناه في الباب السابق من حديث أبي موسى.

٨٥ ـ بابُ ما يَقُولُ إذا عرضَ له شيطانٌ أو خَافَهُ

قال الله تعالى: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فاسْتَعِذْ بالله إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ} [فصلت:٣٦] وقال تعالى: {وَإذَا قَرأتَ القُرآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِين لا يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ حِجابًا مَسْتُورًا} [الإِسراء:٤٥] فينبغي أن يتعوّذ ثم يقرأ من القرآن ما تيسَّر.

[١/ ٣٢٢] وروينا في صحيح مسلم، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

"قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي، فسمعناه يقول: أعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، ثم قال: ألْعَنُك بِلَعْنَةِ اللَّهِ ثَلاثًا، وبسطَ يدَه كأنَّه يتناول شيئًا، فلما فرغَ من الصلاة قلنا: يا رسول الله! سمعناك تقول في الصلاة شيئًا لم نسمعْكَ تقولُه قبلَ ذلك، ورأيناكَ بسطتَ يدَكَ، قال: إنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ جاءَ بِشِهابٍ مِنْ نارٍ لِيَجْعَلَهُ في وَجْهِي، فَقُلْتُ: أَعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلْتُ: ألْعَنُكَ بِلَعْنَةِ الله التَّامَّةِ (١) فاسْتأخَرَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أرَدْتُ أنْ آخُذَهُ، وَاللَّهِ لَوْلا


[٣٢١] ابن السني (٣٣٦)، وقال الحافظ: حديث غريب، أخرجه ابن السني لكن سقط من روايته عن أبي طلحة ـ أي: عن أنس عن أبي طلحة ـ ولا بدّ منه. الفتوحات ٤/ ١٩.
[٣٢٢] مسلم (٥٤٢). و"الشهاب": الشعلة الساطعة من النار الموقدة.

(١) "بلعنة الله التامة" قال القاضي: يحتمل تسميتها التامة: أي لا نقص فيها، ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه، أو الموجبة عليه العقاب سرمدًا. وقال ابن الجوزي في كشف المشكل: أشار بتامة إلى دوامها. الفتوحات ٤/ ٢١

<<  <   >  >>