فغضبَ عمر حتى همّ أن يُوقع به، فقال الحرّ: يا أميرَ المؤمنين! إن الله عزّ وجلّ قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بالعُرْفِ، وأعْرِضْ عَنِ الجاهِلين}[الأعراف: ١٩٩] وإن هذا من الجاهلين، فو الله ما جاوزها عمرُ حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله تعالى.
٣١٠ ـ بابُ استحباب التَّبْشيرِ والتَّهنئةِ
قال الله تعالى:{فَنادَتْهُ المَلائِكَةُ وهُو قائِمٌ يُصلّي في المِحْرابِ أنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى}[آل عمران:٣٩] وقال تعالى: {ولمَّا جاءتْ رُسُلُنا إبرَاهِيمَ بالبُشْرَى}[العنكبوت:٣١] وقال تعالى: {وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إبْرَاهِيمَ بالبُشْرَى}[هود:٦٩] وقال تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلام حَلِيمٍ}[الصَّافات:١٠١] وقال تعالى: {قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ}[الذاريات:٢٨] وقال تعالى: {قالُوا لا تَوْجَلْ إنَّا نُبشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ}[الحجر:٥٣] وقال تعالى: {وَامْرأتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بإسْحَقَ وَمنْ وَرَاءِ إسْحَقَ يَعْقُوبَ}[هود:٧١] وقال تعالى: {إِذ قَالَتِ المَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} الآية [آل عمران:٤٥]، وقال تعالى:{ذلكَ الَّذي يُبَشِّرُ اللَّهُ عبادَهُ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالحات}[الشورى:٢٣] وقال تعالى: {فَبَشِّرْ عِبادِ، الَّذينَ يَسْتَمِعونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعونَ أحْسَنَهُ}[الزمر:١٧ـ١٨] وقال تعالى: {وَأبْشِرُوا بالجَنَّةِ الَّتي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}[فصّلت:٣٠] وقال تعالى: {يَوْمَ تَرى المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبأيمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنْهَارُ}[الحديد:١٢] وقال تعالى: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَننَاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ}[التوبة:٢١].
وأما الأحاديث الواردة في البشارة فكثيرة جدًا في الصحيح مشهورة،