فائدة: قال القرطبي "صاحب كتاب المفهم شرح صحيح مسلم": في تشديد الموت على الأنبياء فائدتان: إحداهما: تكميل فضائلهم ورفع درجاتهم وليس ذلك نقصًا ولا عذابًا، بل هو كما جاء "إن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل". والثانية: أن يعرف الخلقُ مقدار ألم الموت، فقد يطلع الإِنسان على بعض الموتى ولا يرى عليه حركة ولا قلقًا ويرى سهولة خروج روحه، فيظن الأمر سهلًا ولا يعرفُ ما الميتُ فيه، فلما ذكرَ الأنبياءُ الصادقون شدّة الموت مع كرامتهم على الله سبحانه، قطعَ الخلقُ بشدة الموت الذي يقاسيه الميت مطلقًا؛ لإِخبار الصادق عنه ما خلا الشهيد قتيل الكفّار على ما ثبت في الحديث. الفتوحات الربانية، لابن عَلَاّن ٤/ ٩٦. [٣٧٨] البخاري (٤٤٤٠)، ومسلم (٢٤٤٤)، والموطأ ١/ ٢٣٨ـ٢٣٩، والترمذي (٣٤٩٠)، وهو في المسند ٦/ ٨٩.