للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل]: وينبغي للجالس في المسجد أن ينوي الاعتكاف، فإنه يصحّ عندنا ولو لم يمكث إلا لحظة، بل قال بعض أصحابنا: يصحّ اعتكاف من دخل المسجد مارًّا ولم يمكث (١)، فينبغي للمارّ أيضًا أن ينوي الاعتكاف ليُحَصِّلَ فضيلتَه عند هذا القائل، والأفضل أن يقف لحظة ثم يمرّ، وينبغي للجالس فيه أن يأمر بما يراه من المعروف ويننهى عمّا يراه من المنكر، وهذا وإن كان الإِنسان مأمورًا به في غير المسجد، إلا أنه يتأكد القولُ به في المسجد صيانةً له وإعظامًا وإجلالًا واحترامًا، قال بعض أصحابنا: من دخل المسجد فلم يتمكن من صلاة تحية المسجد إما لحدث وإما لشغل أو نحوه، يستحبّ أن يقول أربع مرات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، واللَّه أكبر، فقد قال به بعض السلف، وهذا لا بأس به.

٢٢ ـ باب إنكاره ودعائه على من يَنشُدُ ضالّةً في المسجد أو يبيعُ فيه

[١/ ٧٦] روينا في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً في المَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لا رَدَّها الله عَلَيْكَ فإِنَّ المَساجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا".

[٢/ ٧٧] وروينا في صحيح مسلم أيضًا عن بُريدة رضي الله عنه:

أن رجلًا نشدَ في المسجد فقال: من دعا إليَّ الجمل الأحمر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا وَجَدْتَ إنَّمَا بُنِيَت المَساجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ".


[٧٦] مسلم (٥٦٨)، وأبو داود (٤٧٣)، والترمذي (١٣٢١).
[٧٧] مسلم (٥٦٩). و"نشدَ": طلبَ وسأل.

(١) في هامش "أ": "وفي نسخة: ولو لم يمكث"، وفي "د": "ولو لم يقعد"

<<  <   >  >>