للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآفات، ثم ما فيه من حظّ النفس وإظهار صفاتِ المدح، والميل إلى أن يتميزَ بين أشكاله بحسن النطق وغير هذا من الآفات، وذلك نعتُ أرباب الرياضة، وهو أحدُ أركانهم في حكم المنازلة وتهذيب الخلق، ومما أنشدوه في هذا الباب:

احفظْ لسانَك أيُّها الإِنسانُ ... لا يلدغنَّك إنه ثُعبانُ

كم في المقابرِ من قتيلِ لسانِه ... قد كانَ هابَ (١) لقاءَه الشجعانُ

وقال الرِّيَاشِيُّ رحمه الله:

لعمرُك إنَّ في ذنبي لَشُغْلًا ... لِنَفْسِي عن ذنوب بني أُمَيَّة

على ربِّي حِسَابُهمُ إليه ... تَنَاهَى عِلمُ ذلكَ لا إِليَّهْ

وليسَ بضائري ما قَدْ أتوْهُ ... إذا ما اللَّه أصلحَ ما لديَّهْ

٣١٤ ـ بابُ تحريم الغِيبَةِ والنَّمِيمَة

اعلم أن هاتين الخصلتين من أقبح القبائح وأكثرها انتشارًا في الناس، حتى ما يسلمُ منهما إلا القليل من الناس، فلعموم الحاجة إلى التحذير منهما بدأتُ بهما.

فأما الغيبة: فهي ذكرُك الإِنسانَ بما فيه مما يكره، سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه، أو نفسه أو خَلقه أو خُلقه، أو ماله أو ولده أو والده، أو زوجه أو خادمه أو مملوكه، أو عمامته أو ثوبه، أو مشيته وحركته وبشاشته، وخلاعته وعبوسه وطلاقته، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته بلفظك أو كتابك، أو رمزتَ أو أشرتَ إليه بعينك أو يدك أو رأسك أو نحو ذلك. أما البدن فكقولك: أعمى أعرج أعمش أقرع، قصير طويل أسود أصفر. وأما


(١) كذا في الأصول والفتوحات الربانية، وفي النسخ المطبوعة "كانتْ تهابُ لقاءَه الشجعان"

<<  <   >  >>