للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنه قال:

دخل رجلٌ المسجدَ يوم جمعة، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يخطب، فقال: يارسولَ الله! هلكتِ الأموالُ وانقطعت السُّبُل، فادعُ الله يُغثنا، فرفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديْهِ ثم قال: "اللَّهُمَّ أغِثْنا، اللَّهُمَّ أغِثْنا، اللَّهُمَّ أغِثْنا" قال أنس: والله ما نرى في السماء من سَحاب ولا قَزْعَةٍ، وما بينا وبين سلع ـ يعني الجبل المعروف بقرب المدينة ـ من بيت ولا دار، فطلعتْ من ورائه سحابةٌ مثل الترس، فلما توسطت السماءَ انتشرتْ ثم أمطرت، فلا والله ما رأينا الشمس سَبْتًا، ثم دخلَ رجلٌ من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يخطبُ، فقال: يا رسول الله! هلكتِ الأموالُ وانقطعتِ السُّبلُ، فادع الله يُمسكها عنّا، فرفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنا ولَا عَلَيْنا، اللَّهُمَّ على الآكام (١) وَالظِّرَابِ (٢) وَبُطُونِ الأوْدِيَةِ (٣) ومَنَابِتِ الشَجَرِ" فانقلعتْ وخرجنا نمشي في الشمس. هذا حديث لفظه فيهما، إلا أن في رواية البخاري "اللَّهُمَّ اسْقِنا" بدل "أغِثْنا" وما أكثر فوائده، وبالله التوفيق.

١٤٣ ـ بابُ أذكارِ صَلاة التَّراويْح

اعلم أن صلاة التراويح سُنّة باتفاق العلماء، وهي عشرون ركعة يُسَلِّم من كل ركعتين، وصفةُ نفس الصلاة كصفة باقي الصلوات على ما تقدم بيانه، ويَجيء فيها جميعُ الأذكار المتقدمة كدعاء الافتتاح، واستكمال


(١) " اللهمَّ على الآكام" قال ميرك: هو بيان لقوله "حوالينا ولا علينا" والآكام بكسر الهمزة، وقد تفتح وتمدّ، وقال ابن الجزري: إنه بالفتح والمدّ وقد يكسر، جمع أَكَمَة بفتحات. قال ابن البرقي: هو التراب المجتمع
(٢) "والظراب": هو بكسر الظاء المعجمة آخره موحدة، جمع ظَرِب بفتح الظاء وكسر الراء وقد تسكّن: وهو الجبال الصغار المنبسطة. وقال الجوهري: الرابية الصغيرة
(٣) و"بطون الأودية" جمع واد، والمراد ما يحصل فيه الماء فينتفع به

<<  <   >  >>