للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنَ اللَّيْلِ، أوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرأهُ ما بَيْنَ صَلاةِ الفَجْرِ وَصلاةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كأنَما قَرأهُ مِنَ اللَّيْلِ".

[فصل]: في الأمر بتعهد القرآن، والتحذير من تعريضه للنسيان.

[٩/ ٢٧٨] روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه،

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تَعَاهَدُوا هَذَا القُرآنَ، فَوَالَّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ في عُقُلها".

[١٠/ ٢٧٩] وروينا في صحيحيهما، عن ابن عمر رضي الله عنهما؛

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّمَا مَثَلُ صاحِبِ القُرآنِ كَمَثَلِ الإِبلِ المُعقَّلَةِ إِنْ عاهَدَ عَلَيْها أمْسَكَها، وَإِنْ أطْلَقَها ذَهَبَتْ".

[١١/ ٢٨٠] وروينا في كتاب أبي داود والترمذي، عن أنس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حتَّى القَذَاةُ يُخْرِجُها الرَّجُلُ مِن المَسْجِدِ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنبًا أعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ القُرآنِ أوْ آيَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَها" تكلم الترمذي فيه.


[٢٧٨] البخاري (٥٠٣٣)، ومسلم (٧٩١). ومعنى "تعاهدوا": أي واظبوا على تلاوته، وداوموا على تكرار دراسته كيلا يُنسى. ومعنى "عُقُلها": جمع عِقال، ككتاب وكتب، والعِقال: الحبل الذي يُعقل به البعير حتى لا يندّ ولا يشرد، شبّه القرآن في حفظه بدوام تكراره ببعيرًا أُحكم عِقاله، ثم أثبت له التفلت الذي هو من صفات المشبّه به أشده وأبلغه؛ تحريضًا على مداومة تعهده وعدم التفريط في شيء من حقوقه، ولِمَ لا، وهو الكلام القديم المتكفّل لقارئه بكل مقام كريم، وما هو كذلك حقيق بدوام التعهّد. وخليق باستمرار التفقد. الفتوحات ٣/ ٢٥٠.
[٢٧٩] البخاري (٥٠٣١)، ومسلم (٧٨٩)، والموطأ ١/ ٢٠٢، والنسائي ٢/ ١٥٤.
[٢٨٠] أبو داود (٤٦١)، والترمذي (٢٩١٧) وقال: حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. لكن الحافظ ابن حجر أورد له شواهد. انظر الفتوحات ٣/ ٣٥١. والقذاة: ما يقع في العين من نحو تراب وغيره.

<<  <   >  >>