للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

رضي الله عنه قال:

قلتُ يا رسول الله إن الشيطان قد حال (١) بيني وبين صلاتي وقراءتي يَلْبِسُهَا عليّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلكَ شَيْطانٌ يُقالُ لَهُ خِنْزَبٌ، فإذَا أحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِنْهُ وَاتْفُلْ عَنْ يَسارِكَ ثَلاثًا" ففعلتُ ذلك فأذهبه الله عنه.

قلتُ: خِنْزب بخاء معجمة ثم نون ساكنة ثم زاي مفتوحة ثم باء موحدة، واختلف العلماء في ضبط الخاء منه، فمنهم من فتحها، ومنهم من كسرها، وهذان مشهوران، ومنهم من ضمَّها حكاه ابن الأثير في نهاية الغريب، والمعروف الفتح والكسر.

[٤/ ٣٣٦] وروينا في سنن أبي داود بإسناد جيد، عن أبي زُمَيْل قال:

قلت لابن عباس: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله لا أتكلم به، فقال لي: أشيء من شكّ؟ وضحك وقال: ما نجا منه أحدٌ حتى أنزل الله تعالى: {فإنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أنْزَلْنا إلَيْكَ} الآية، [يونس:٩٤] فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئًا فقل {هُوَ الأوَّلُ والآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالباطِنُ وَهُوَ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد:٣].


[٣٣٦] أبو داود (٥١١٠) قال الحافظ: هذا المتن شاذ، وقد ثبت عن ابن عباس من رواية سعيد بن جُبير، ومن رواية مجاهد، وغيرها عنه "ما شكَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولا سأل" أخرجه عبد بن حُميد، والطبراني، وابن أبي حاتم بأسانيد صحيحة. الفتوحات ٤/ ٣٧.

= تسع. واستعمله النبيّ صلى الله عليه وسلم عليهم وعلى الطائف، وكان أحدث القوم سنًّا، وأقرّه عليها أبو بكر وعمر، واستعمله عمر أيضًا على عمان والبحرين، روى له فيما قيل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم تسعة عشر حديثًا، أخرج مسلم عنه ثلاثة أحاديث، ولم يخرّج عنه البخاري، وخرّج عنه الأربعة، روى عنه ابن المسيب في آخرين، نزل البصرة ومات بها في زمن معاوية سنة إحدى وخمسين
(١) "قد حال" بالحاء المهملة: أي جعل بيني وبين كمال الصلاة والقراءة حاجزًا من وسوسته المانعة من رُوح العبادة وسرّها، وهو الخشوع

<<  <   >  >>