للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكاءِ أهْلِهِ عَلَيْهِ " (١) فإيَّاكم ـ يا أحبائي ـ وَالسَّعيَ في أسباب عذابي، ويُوصيهم بالرفق بمن يخلفه من طفل وغلام وجارية ونحوهم، ويوصيهم بالإِحسان إلى أصدقائه، ويعلّمهم أنه صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِنَّ مِنْ أبَرّ البِرّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أهْلَ وُدِّ أبِيهِ" (٢) وصحّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكرم صواحبات خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها (٣) ويستحبّ استحبابًا مؤكدًا أن يوصيهم باجتناب ما جرت العادة به من البدع في الجنائز، ويؤكد (عليهم) (٤) العهد بذلك. ويُوصيهم بتعاهده بالدعاء وأن لا ينسوه بطول الأمد. ويُستحبّ له أن يقول لهم في وقت بعد وقت: متى رأيتم مني تقصيرًا في شيء فنبّهوني عليه برفق، وأدّوا إليّ النصيحة في ذاك، فإني معرّض للغفلة والكسل والإِهمال. فإذا قصَّرْتُ فنشِّطوني وعاونوني على أُهبة سفري هذا البعيد.

ودلائل ما ذكرته في هذا الباب معروفة مشهورة حذفتها اختصارًا فإنها تحتمل كراريس. وإذا حضره النزعُ فليكثرْ من قول: لا إِلهَ إِلَاّ الله. لتكون آخرَ كلامِه.

[٣/ ٣٧٩] فقد روينا في الحديث المشهور في سنن أبي داود وغيره، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَان آخِرَ


[٣٧٩] أبو داود (٣١١٦)، والحاكم ١/ ٣٥١ وصححه، ووافقه الذهبي.

(١) مسلم (٩٢٧)، وقال النووي رحمه الله تعالى في كتابه "رياض الصالحين" ص ٢٩٣: وأما البكاء فجاءتْ أحاديث كثيرة بالنهي عنه، وأن الميت يُعذَّب ببكاء أهله، وهي متأولة ومحمولة على مَن أوصى به، والنهي إنما هو عن البكاء الذي فيه ندب أو نياحة
(٢) مسلم (٢٥٥٢) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
(٣) البخاري (٣٨١٦)، ومسلم (٢٤٣٥) و (٢٤٣٧).
(٤) "زيادة من "د"

<<  <   >  >>