(٢) " صحيح الأحاديث" قال ابن علاّن ـ رحمه الله تعالى ـ ما خلاصته: "الصحيح في الأصل من أوصاف الأجسام، ثم جُعل وصفًا للحديث. ثم هو قسمان: صحيح لذاته، وهو ما اتصل سنده برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علّة قادحة. وصحيح لغيره، وهو ما كان راويه دون ذلك في الضبط والإتقان، فيكون حديثه في مرتبة الحسن، فيرتقي بعدد طرقه إلى الصحة، ويقال له: صحيح لغيره. والحسن قسمان كذلك: حسن لذاته، وهو الذي عرَّفه الخطّابيُّ بقوله: أن يكون راويه مشهورًا بالصدق والأمانة، لكن لم يبلغ درجة الصحيح؛ لقصور راويه عن رواة الصحيح في الحفظ والإتقان، وهو مرتفع عن حال من يُعَدُّ تفرده مُنكرًا. وحسن لغيره، وهو الذي عرفه الترمذي بقوله: أن لا يخلو الإسناد من مستور لم تتحقق أهليته، وليس مغفلًا كثير الخطأ فيما يرويه، ولا هو متهم بالكذب في الحديث، ولا ظهر منه سبب آخر مُفسِّقٌ، ويكون الحديث معروفًا برواية مثله أو نحوه، من وجه آخر، ولا بدّ للحكم بحسن الحديث مطلقًا سلامته =