للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جدار القبر، وسلَّم مقتصدًا لا يرفع صوته، فيقول: "السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله! السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ الله مِنْ خَلْقِهِ! السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ! السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ! السَّلامُ عَلَيْكَ وَعلى آلِكَ وأصْحابِكَ وأهْلِ بَيْتِكَ وَعَلى النَّبيِّينَ وَسائِرِ الصَّالِحِينَ؛ أشْهَدُ أنَّكَ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وأدَّيْتَ الأمانَةَ، وَنَصَحْتَ الأُمَّةَ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أفْضَلَ مَا جَزَى رَسُولًا عَنْ أُمَّتِهِ" (١).

وإن كان قد أوصاه أحدٌ بالسَّلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: السَّلام عليك يا رسولَ الله من فلان بن فلان! ثم يتأخرَ قدر ذراع إلى جهة يمينه فيُسلِّم على أبي بكر، ثم يتأخرُ ذراعًا آخرَ للسلام على عُمر رضي الله عنهما، ثم يرجعُ إلى موقفه الأوّل قُبالة وجهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتوسلُ به في حقّ نفسه، ويتشفعُ به إلى ربه سبحانه وتعالى، ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه ومَن أحسنَ إليه وسائر المسلمين، وأن يَجتهدَ في إكثار الدعاء، ويغتنم هذا الموقف الشريف ويحمد الله تعالى ويُسبِّحه ويكبِّره ويُهلِّله ويُصلِّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُكثر من كل ذلك، ثم يأتي الروضةَ بين القبر والمنبر، فيُكثر من الدعاء فيها.

[٥/ ٤٩٢] فقد روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي


[٤٩٢] البخاري (١١٩٦)، ومسلم (١٣٩٠)، وقال الحافظ فيه شيئان: الأول: أنهما لم يخرِّجاه لا عن أبي هريرة ولا عن غيره إلا بلفظ "بيتي" بدل "قبري".
الثاني: أن هذا القدر أخرجاه من حديث عبد الله بن زيد المازني، وعندهما عن أبي هريرة مثله لكن بزيادة: "ومنبري على حوضي". الفتوحات الربانية ٥/ ٣٧.

(١) قال الحافظ: لم أجده مأثورًا بهذا التمام، وقد ورد عن ابن عمر بعضه، أنه كان يقف على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا عمر وهو موقوف صحيح. وعن مالك ـ رحمه الله ـ يقول: السلام عليكم ورحمة =

<<  <   >  >>